أَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَمْرٍو نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْأَصَمُّ أَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ أَنَا الشَّافِعِيُّ، [ قَالَ ] : قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ :﴿ وَمَا خَلَقْت الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾.
قَالَ الشَّافِعِيُّ ( رَحِمَهُ اللَّهُ ) : خَلَقَ اللَّهُ الْخَلْقَ : لِعِبَادَتِهِ ؛ ثُمَّ أَبَانَ ( جَلَّ ثَنَاؤُهُ ) أَنَّ خِيرَتَهُ مِنْ خَلْقِهِ : أَنْبِيَاءَهُ ؛ فَقَالَ تَعَالَى :﴿ كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ ﴾ ؛ فَجَعَلَ النَّبِيِّينَ ( صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَسَلَّمَ ) مِنْ أَصْفِيَائِهِ دُونَ عِبَادِهِ بِالْأَمَانَةِ عَلَى وَحْيِهِ، وَالْقِيَامِ بِحُجَّتِهِ فِيهِمْ.
ثُمَّ ذَكَرَ مِنْ خَاصَّةِ صَفْوَتِهِ، فَقَالَ :﴿ إنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ ﴾ فَخَصَّ آدَمَ وَنُوحًا بِإِعَادَةِ ذِكْرِ اصْطِفَائِهِمَا.
وَذَكَرَ إبْرَاهِيمَ ( عَلَيْهِ السَّلَامُ )، فَقَالَ :﴿ وَاتَّخَذَ اللَّهُ إبْرَاهِيمَ خَلِيلًا ﴾.
وَذَكَرَ إسْمَاعِيلَ بْنَ إبْرَاهِيمَ، فَقَالَ :﴿ وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إسْمَاعِيلَ إنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا ﴾.
ثُمَّ أَنْعَمَ اللَّهُ ( عَزَّ وَجَلَّ ) عَلَى آلِ إبْرَاهِيمَ، وَآلِ عِمْرَانَ فِي الْأُمَمِ ؛ فَقَالَ :﴿ إنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاَللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾.
ثُمَّ اصْطَفَى مُحَمَّدًا ( صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ) مِنْ خَيْرِ آلِ إبْرَاهِيمَ، وَأَنْزَلَ كُتُبَهُ قَبْلَ إنْزَالِ الْقُرْآنِ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِصِفَةِ فَضِيلَتِهِ، وَفَضِيلَةِ مَنْ اتَّبَعَهُ ؛ فَقَالَ :{ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَاَلَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ


الصفحة التالية
Icon