يُنْفَوْنَ عَنْ طُرُقِ الْكِرَامِ كَمَا | يَنْفِي الْمُطَارِقُ مَا يَلِي الْقَرَدُ |
[البحر الرجز]
كَأَنَّ مَتْنَيْهِ مِنَ النَّفِيِّ | مَوَاقِعُ الطَّيْرِ عَلَى الصُّفِيِّ |
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: ذَلِكَ لَهُمْ خِزْي فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ يَعْنِي جَلَّ ثَنَاؤُهُ بِقَوْلِهِ: ذَلِكَ هَذَا الْجَزَاءُ الَّذِي جَازَيْتُ بِهِ الَّذِينَ حَارَبُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَسَعَوْا فِي الْأَرْضِ فَسَادًا فِي الدُّنْيَا، مِنْ قَتْلٍ، أَوْ صَلْبٍ، أَوْ قَطْعِ يَدٍ وَرِجْلٍ مِنْ خِلَافِ لَهُمْ يَعْنِي لِهَؤُلَاءِ الْمُحَارِبِينَ خِزْي فِي الدُّنْيَا يَقُولُ هُوَ لَهُمْ شَرٌّ وَعَارٌ وَذِلَّةٌ، وَنَكَالٌ وَعُقُوبَةٌ فِي عَاجِلِ الدُّنْيَا قَبْلَ الْآخِرَةِ، يُقَالَ مِنْهُ: أَخْزَيْتُ فُلَانًا فَخَزِيَ هُوَ خِزْيًا. وَقَوْلُهُ: وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ يَقُولُ عَزَّ ذِكْرُهُ لِهَؤُلَاءِ الَّذِينَ حَارَبُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَسَعَوْا فِي الْأَرْضِ فَسَادًا فَلَمْ يَتُوبُوا مِنْ فِعْلِهِمْ ذَلِكَ، حَتَّى -[٣٩١]- هَلَكُوا فِي الْآخِرَةِ مَعَ الْخِزْيِ الَّذِي جَازَيْتُهُمْ بِهِ فِي الدُّنْيَا، وَالْعُقُوبَةُ الَّتِي عَاقَبْتُهُمْ بِهَا فِيهَا عَذَابٌ عَظِيمٌ، يَعْنِي: عَذَابَ جَهَنَّمَ