مكية في قول الحسن وعكرمة وعطاء وجابر، وقال ابن عباس وقتادة : هي مدنية.
قوله تعالى ﴿ والتّينِ والزَّيْتُونِ ﴾ هما قَسَمان، وفيهما ثمانية تأويلات :
أحدها : أنهما التين والزيتون المأكولان، قاله الحسن وعكرمة ومجاهد.
الثاني : أن التين دمشق، والزيتون بيت المقدس، قاله كعب الأحبار وابن زيد.
الرابع : أن التين مسجد دمشق، والزيتون مسجد بيت المقدس، قاله الحارث وابن زيد.
الخامس : الجبل الذي عليه التين، والجبل الذي عليه الزيتون، قاله ابن قتيبة، وهما جبلان بالشام يقال لأحدهما طور زيتا، وللآخر طور تيناً، وهوتأويل الربيع.
وحكى ابن الأنباري أنهما جبلان بين حلوان وهمدان، وهو بعيد.
السادس : أن التين مسجد أصحاب الكهف، والزيتون مسجد ايليا، قاله محمد بن كعب.
السابع : أن التين مسجد نوح عليه السلام الذي بني على الجودي، والزيتون مسجد بيت المقدس، قاله ابن عباس.
الثامن : أنه أراد بهما نعم الله تعالى على عباده التي منها التين والزيتون، لأن التين طعام، والزيتون إدام.
﴿ وطورِ سِينينَ ﴾ وهو قَسَم ثالث وفيه قولان :
أحدهما : أنه جبل بالشام، قاله قتادة.
الثاني : أنه الجبل الذي كلم الله تعالى عليه موسى عليه السلام، قاله كعب الأحبار.
وفي قوله « سينين » أربعة أوجه :
أحدها : أنه الحسن بلغة الحبشة، ونطقت به العرب، قاله الحسن وعكرمة.
الثاني : أنه المبارك، قاله قتادة.
الثالث : أنه اسم البحر، حكاه ابن شجرة.
الرابع : أنه اسم للشجر الذي حوله، قاله عطية.
﴿ وهذا البلدِ الأَمينِ ﴾ يعني بالبلد مكة وحرمها، وفي الأمين وجهان :
أحدهما : الآمن أهله من سبي أو قتل، لأن العرب كانت تكف عنه في الجاهلية أن تسبي فيه أحداً أو تسفك فيه دماً.
الثاني : يعني المأمون على ما أودعه الله تعالى فيه من معالم الدين، وهذا قَسَم رابع.
﴿ لقد خَلَقْنا الإنسانَ ﴾ وفي المراد بالإنسان ها هنا قولان :
أحدهما : أنه أراد عموم الناس، وذكر الإنسان على وجه التكثير لأنه وصفه بما يعم لجميع الناس.
الثاني : أنه أراد إنساناً بعينه عناه بهذه الصفة، وإن كان صفة الناس.
واختلف فيمن أراده الله تعالى، على خمسة أوجه :
أحدها : أنه عنى كلدة بن أسيد، قاله ابن عباس.
الثاني : أبا جهل، قاله مقاتل.
الخامس : أنه عنى رسول الله ﷺ.
وفي قوله ﴿ في أَحْسَنِ تقْويمٍ ﴾ أربعة أقاويل :
أحدها : في أعدل خلق، قاله ابن عباس.
الثاني : في أحسن صورة، قاله أبو العالية.
الثالث : في شباب وقوة، قاله عكرمة.
الرابع : منتصب القامة، لأن سائر الحيوان مُنْكَبٌّ غير الإنسان، فإنه منتصب، وهو مروي عن ابن عباس.
ويحتمل خامساً : أي في أكمل عقل، لأن تقويم الإنسان بعقله، وعلى هذا وقع القَسَم.