أخبرنا محمد بن إبراهيم بن محمد بن يحيى، أخبرنا محمد بن جعفر بن مطر، أخبرنا محمد بن جعفر الفريابي، أخبرنا أبو جعفر النفيلي. أخبرنا زهير بن معاوية، أخبرنا سماك بن حرب قال: حدثني سعيد بن جبير أن ابن عباس حدثه أن رسول الله ﷺ كان في ظل حجرة من حجره، وعنده نفر من المسلمين قد كاد الظل يقلص عنهم، فقال لهم: إنه سيأتيكم إنسان ينظر إليكم بعين شيطان، وإذا أتاكم فلا تكلموه، فجاء رجل أزرق، فدعاه رسول الله ﷺ وكلمه، فقال: علام تشتمني أنت وفلان وفلان؟ نفر دعا بأسمائهم، فانطلق الرجل فدعاهم، فحلفوا بالله واعتذروا إليه، فأنزل الله تعالى (يَومَ يَبعَثُهُمُ اللهُ جَميعاً فَيَحلِفونَ لَهُ كَما يَحلِفونَ لَكُم وَيَحسَبونَ أَنَّهُم عَلى شَيءٍ أَلا إِنَّهُمُ هُمُ الكاذِبونَ) رواه الحاكم في صحيحه عن الأصم عن أبي عفان عن عمرو العنصري. عن إسرائيل، عن سماك.
قوله تعالى (لا تَجِدُ قَوماً يُؤمِنونَ بِاللهِ وَاليَومَ الآَخَرِ يُوادّونَ مَن حادَّ اللهَ وَرَسولَهُ) الآية. قال ابن جريج: حدثت أن أبا قحافة سب النبي ﷺ فصكه أبو بكر صكة شديدة سقط منها، ثم ذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم، قال: أوفعلته؟ قال: نعم، قال: فلا تعد إليه، فقال أبو بكر: والله لو كان السيف قريباً مني لقتلته. فأنزل الله تبارك وتعالى هذه الآية.
وروى عن ابن مسعود أنه قال: نزلت هذه الآية في أبي عبيدة بن الجراح قتل أباه عبد الله بن الجراح يوم أحد. وفي أبي بكر دعا ابنه يوم بدر إلى البراز، فقال: يا رسول الله دعني أكن في الرعلة الأولى، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: متعنا بنفسك يا أبا بكر، أما تعلم أنك عندي بمنزلة سمعي وبصري، وفي مصعب بن عمير قتل أخاه عبيد بن عمير يوم أحد. وفي عمر قتل خاله العاص بن هشام بن المغيرة يوم بدر، وفي علي وحمزة قتلوا عتبة وشيبة ابني ربيعة والوليد بن عتبة يوم بدر، وذلك قوله (وَلَو كانوا ءَاباءَهُم أَو أَبناءَهُم أَو إِخوانَهُم أَو عَشيرَتُهُم).
سورة الحشر
بسم اللَّهِ الرحمن الرحيم. قوله تعالى (هُوَ الَّذي أَخرَجَ الَّذينَ كَفَروا مِن أَهلِ الكِتابِ) الآية. قال المفسرون: نزلت هذه الآية في بني النضير، وذلك أن النبي ﷺ لما قدم المدينة صالحه بنو النضير على أن لا يقاتلوه ولا يقاتلوا معه، وقبل رسول الله ﷺ ذلك منهم، فلما غزا رسول الله ﷺ بدراً وظهر على المشركين قالت بنو النضير: والله إنه النبي الذي وجدنا نعته في التوراة لا ترد له راية، فلما غزا أحداً وهزم المسلمون نقضوا العهد وأظهروا العداوة لرسول الله ﷺ والمؤمنين، فحاصرهم رسول الله ﷺ ثم صالحهم عن الجلاء من المدينة.