وفيها نزلت الآية (ما قَطَعتُم مِّن لِّينَةٍ أَو تَرَكتُمُوها قائِمَةً عَلى أُصولِها) رواه مسلم عن سعيد بن منصور، عن ابن المبارك، وأخبرنا أبو بكر، أخبرنا عبد الله، أخبرنا سلم بن عصام، أخبرنا رسته، أخبرنا عبد الرحمن بن مهدي، أخبرنا محمد بن ميمون التمار أخبرنا جرموز عن حاتم النجار، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: جاء يهودي إلى النبي ﷺ قال: أنا أقوم فأصلي، قال: قدر الله لك ذلك أن تصلي، قال: أنا أقعد، قال: قدر الله لك أن تقعد، قال: أنا أقوم إلى هذه الشجرة فأقطعها، قال: قدر الله لك أن تقطعها، قال: فجاء جبريل عليه السلام فقال: يا محمد لقنت حجتك كما لقنها إبراهيم على قومه، وأنزل الله تعالى (ما قَطَعتُم مِّن لِّينَةٍ أَو تَرَكتُموها قائِمَةٍ عَلى أُصولِها فَبِإِذنِ اللهِ وَليُخزي الفاسِقينَ) يعني اليهود.
قوله تعالى (وَالَّذينَ تَبَوَّءُوا الدارَ وَالإِيمانَ مِن قَبلِهِم) الآية. روى جعفر بن برقان عن يزيد بن الأصم أن الأنصار قالوا: يا رسول الله اقسم بيننا وبين إخواننا من المهاجرين الأرض نصفين، قال: ولكنهم يكفونكم المؤونة وتقاسمونهم الثمرة والأرض أرضكم، قالوا: رضينا، فأنزل الله تعالى (وَالَّذينَ تَبَوَءُوا الدارَ وَالإِيمانَ مِن قَبلِهِم).
قوله تعالى (وَيُؤثِرونَ عَلى أَنفُسِهِم وَلو كانَ بِهِم خَصاصَةٌ). أخبرنا سعد بن أحمد بن جعفر المؤذن. أخبرنا أبو علي الفقيه. أخبرنا محمد بن منصور بن أبي الجهم السبيعي، أخبرنا نصر بن علي الجهضمي، أخبرنا عبد الله بن داود، عن فضيل بن غزوان، عن أبي حازم، عن أبي هريرة أن رسول الله ﷺ دفع إلى رجل من الأنصار رجلاً من أهل الصفة، فذهب به الأنصاري إلى أهله، فقال للمرأة: هل من شيء؟ قالت: لا إلا قوت الصبية، قال: فنوميهم فإذا ناموا فأتيني، فإذا وضعت فاطفئي السراج، قال: ففعلت وجعل الأنصاري يقدم إلى ضيفه ما بين يديه، ثم غدا به إلى رسول الله ﷺ فقال: لقد عجب من فعالكما أهل السماء، ونزلت (وَيُؤثِرونَ عَلى أَنفُسِهِم وَلَو كانَ بِهِم خَصاصَةٌ) رواه البخاري عن مسدد، عن عبد الله بن داود. ورواه مسلم عن أبي كريب عن وكيع، كلاهما عن فضيل بن غزوان.
أخبرنا أبو عبد الله بن إسحاق المزكي. أخبرنا أبو الحسن محمد بن عبد الله السليطي. أخبرنا أبو العباس بن عيسى بن محمد المروزي. أخبرنا المسخر بن الصلت. أخبرنا القاسم بن الحكم العربي، أخبرنا عبيد الله بن الوليد عن محارب بن دثار، عن عبد الله بن عمر قال: أهدي لرجل من أصحاب رسول الله ﷺ رأس شاة، فقالت: إن أخي فلاناً وعياله أحوج إلى هذا منا، فبعث به إليه، فلم يزل يبعث به واحداً إلى الآخر حتى تداوله سبعة أهل أبيات حتى رجعت إلى أولئك، قال: فنزلت (وَيُؤثِرونَ عَلى أَنفُسِهِم) إلى آخر الآية.
سورة الممتحنة