سُورَةُ الرَّعْدِ مَدَنِيَّةٌ، وَآيَاتُهَا ثَلَاثٌ وَأَرْبَعُونَ
الْقَوْلُ فِي تَفْسِيرِ السُّورَةِ الَّتِي يُذْكَرُ فِيهَا الرَّعْدُ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴿المر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ، وَالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ، وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ﴾ [الرعد: ١] قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ: قَدْ بَيَّنَّا الْقَوْلَ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ ﴿الر﴾ [يونس: ١] وَ ﴿المر﴾ [الرعد: ١] وَنَظَائِرُهُمَا مِنْ حُرُوفِ الْمُعْجَمِ الَّتِي افْتُتِحَ بِهَا أَوَائِلُ بَعْضِ سُوَرِ الْقُرْآنِ فِيمَا مَضَى، بِمَا فِيهِ الْكِفَايَةِ مِنْ إِعَادَتِهَا، غَيْرَ أَنَّا نَذْكُرُ مِنَ الرِّوَايَةِ مَا جَاءَ خَاصًّا بِهِ كُلَّ سُورَةٍ افْتُتِحَ أَوَّلُهَا بِشَيْءٍ مِنْهَا، فَمِمَّا جَاءَ مِنَ الرِّوَايَةِ فِي ذَلِكَ فِي هَذِهِ السُّورَةِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مِنْ نَقْلِ أَبِي الضُّحَى مُسْلِمِ بْنِ صُبَيْحٍ، وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْهُ، التَّفْرِيقُ بَيْنَ مَعْنَى مَا ابْتُدِئَ بِهِ أَوَّلُهَا مَعَ زِيَادَةِ الْمِيمِ الَّتِي فِيهَا عَلَى سَائِرِ سُوَرِ ذَوَاتِ الرَّاءِ، وَمَعْنَى مَا ابْتُدِئَ بِهِ أَخَوَاتُهَا، مَعَ نُقْصَانِ ذَلِكَ مِنْهَا عَنْهَا. ذِكْرُ الرِّوَايَةِ بِذَلِكَ عَنْهُ:
حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ هُشَيْمٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: ﴿المر﴾ [الرعد: ١] قَالَ: «أَنَا اللَّهُ أَرَى»