سُورَةُ الْكَهْفِ مَكِّيَّةٌ وَآيَاتُهَا عَشْرٌ وَمِائَةٌ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا قَيِّمًا﴾ [الكهف: ٢] قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ: يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَصَّ بِرِسَالَتِهِ مُحَمَّدًا وَانْتَخَبَهُ لِبَلَاغِهَا عَنْهُ، فَابْتَعَثَهُ إِلَى خَلْقِهِ نَبِيًّا مُرْسَلًا، وَأَنْزَلَ عَلَيْهِ كِتَابَهُ قَيِّمًا، ﴿وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا﴾ [الكهف: ١]. وَعَنَى بِقَوْلِهِ عَزَّ ذِكْرُهُ: ﴿قَيِّمًا﴾ [الأنعام: ١٦١] مُعْتَدِلًا مُسْتَقِيمًا، وَقِيلَ: عَنَى بِهِ: أَنَّهُ قَيِّمٌ عَلَى سَائِرِ الْكُتُبِ يُصَدِّقُهَا وَيَحْفَظُهَا
ذِكْرُ مَنْ قَالَ: عَنَى بِهِ مُعْتَدِلًا مُسْتَقِيمًا: حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ دَاوُدَ، قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ: ثني مُعَاوِيَةُ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قَوْلِهِ: ﴿وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا قَيِّمًا﴾ [الكهف: ٢] يَقُولُ: أَنْزَلَ الْكِتَابَ عَدْلًا قَيِّمًا، وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا فَأَخْبَرَ ابْنُ عَبَّاسٍ بِقَوْلِهِ هَذَا مَعَ بَيَانِهِ مَعْنَى الْقَيِّمِ أَنَّ الْقَيِّمَ مُؤَخَّرٌ بَعْدَ قَوْلِهِ، وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا، وَمَعْنَاهُ التَّقْدِيمُ بِمَعْنَى: أَنْزَلَ الْكِتَابَ -[١٤١]- عَلَى عَبْدِهِ قَيِّمًا


الصفحة التالية
Icon