المطلب الأول : الأدلة على كتابة القرآن الكريم في عهده ﷺ :
لقد وردت أدلة كثيرة تدل على كتابة القرآن الكريم في عهده ﷺ ومبادرته بالأمر بكتابته أذكر منها ما يلي :
١. إطلاق لفظ الكتاب على القرآن الكريم في مواضع عدة من القرآن الكريم، ومن ذلك قوله تعالى ﴿ ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ ﴾ ( البقرة : ٢.)
فالكتاب يدل على أن القرآن مكتوب. (١)
٢. أن الكتابة من الصفات الثابتة للقرآن الكريم حيث قال عز وجل ﴿ رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفًا مُطَهَّرَةً ﴾﴿ فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ ﴾ (البينة الآيتان ٢، ٣ ).
قال الفخر الرازي في تفسيره لهاتين الآيتين :"فاعلم أن الصحف جمع صحيفة، وهي ظرف للمكتوب". (٢)
٣. ما ورد من الأحاديث الدالة على وجود القرآن الكريم مكتوبا في عهد النبي ﷺ ومن ذلك :
* ما رواه البخاري ومسلم عن ابن عمر رضي الله عنهما « أن رسول الله ﷺ نهى أن يُسَافر بالقرآن إلى أرض العدو ». (٣)
* وفي لفظ لمسلم أن رسول الله صلى الله عيه وسلم قال :« لا تسافروا بالقرآن، فإني لا آمنُ أن يناله العدو »
_________
(١) راجع مبحث معنى جمع القرآن.
(٢) تفسير الفخر الرازي ج٣٢ - ص ٤٢.
(٣) الحديث أخرجه البخاري في كتاب الجهاد، باب السفر بالمصاحف إلى أرض العدو صحيح البخاري ج٤ - ص١٥، ومسلم في كتاب الإمارة، باب النهي أن يسافر بالمصحف إلى أرض الكفار. صحيح مسلم ج٣ - ص١٤٩٠.


الصفحة التالية
Icon