« إذا » في موضع نصب عطفاً على « نعْمَتي » وكذلك الظُّروف التي عبده نحو :﴿ وَإِذْ وَاعَدْنَا ﴾ [ البقرة : ٥١ ]، ﴿ وَإِذْ قُلْتُمْ ﴾ [ البقرة : ٥٥ ]. وقرىء :[ أَنْجَيْتُكُمْ ] على التوحيد.
وهذا الخطاب للموجودين في زمن الرسول ﷺ ولا بُدّ من حذف مضاف، أي : أنجينا آباءكم، نحو :﴿ حَمَلْنَاكُمْ فِي الجارية ﴾ [ الحاقة : ١١ ] ؛ لأن إنجاء الآباء سبب في وجود الأبناء، وأصل الإنْجَاء والنَّجَاة : الإلقاء على نَجْوَةِ من الأرض، وهي المرتفع منها ليسلم من الآفات، ثم أطلق الإنْجاء على كل فَائِزٍ وخارج من ضِيْقٍ إلى سَعَةٍ، وإن لم يُلْقِ على نَجْوَةٍ.
و « من آل » متعلّق به، و « من » لابتداء الغاية.
و « آل » اختلف فيه على ثلاثة أقوال : فقال « سيبويه » [ وأتباعه ] : إن أصله « أهل » فأبدلت الهاء همزة لقربها منها [ كما قالوا : ماء، وأصله ماه ]، ثم أبلدت الهمزة ألفاً، لسكونها بعد همزة مفتوحة نحو :« آمن وآدم » ولذلك إذا صُغِّرَ رجع إلى أصله فتقول :« أُهَيْل ».
قال أبو البقاء : وقال بعضهم :« أويل »، فأبدلت الألف واواً ].
ولم يرده إلى أصله، كما لم يردوا « عُبَيْداً » إلى أصله في التصغير يعني فلم يقولوا :« عُوَيْداً » لأنه من « عَادَ يَعُود »، قالوا : لئلا يلتبس بِعُودِ الخَشَبِ. وفي هذا نظر؛ لأن النحاة قالوا : من اعتقد كونه من « أهل » صغره على « أُهَيْل »، من اعتقد كونه من « آل يَئُول » أي : رجع صَغّره على « أُوَيل ».
وذهب « النحاس » إلى أن أصله « أَهْل » أيضاً، إلا أنه قلب الهاء ألفاً منغير أن يقلبها أولاً همزة، وتصغيره عنده على « أُهَيْلٍ ».
وقال الكسَائِيٌّ :« أُوَيْل » وقد تقدّم ما فيه.
ومنهم من قال أصله :« أَوَلَ » مشتق من « آل يَئُول »، أي : رجع؛ لأنّ الإنسان يرجع إلى آله، فتحركت الواو، وانفتح ما قبلها فقلبت ألفاً، وتصغيره على « أُوَيْل » نحو :« مَال » و « مُوَيْل » و « بَاب » و « بُوَيْب » ويعزى هذا الكسَائِيِّ.
وجمعه :« آلُون » و « آلين » وهذا شاذٌّ ك « أَهْلِين » ؛ لأنه ليس بصفة ولا عَلَمٍ.
قال ابن كَيْسَان : إذا جمعتَ « آلا » قُلْتَ :« آلُونَ »، فإن جمعت « آلا » الذي هو [ السَّراب ] قلت :« آوَال » ليس إلاّ؛ مثل :« مَال وأَمْوَال ».
واختلف فيه فقيل :« آل » الرجل قرابته كأهله.


الصفحة التالية
Icon