٤٧٤ قد جَاءَهُ الموسَى [ الكَلُومُ ] فَزَادَ في أَقْصَى تَفَرْعُنِهِ وَفَرْطِ عُرَامِهِ
وقال « المَسْعُودي » :« لا يعرف لفرعون تفسير بالعربية ».
وظاهر كلام « الجوهري » أنه مشتق من معنى العتو، فإنه قال :« والعُتَاة : الفَرَاعنة، وقد تَفَرْعَنَ، وهو ذو فَرْعَنَةٍ، أي دهاء ومكر ».
وفي الحديث :« أخذنا فِرْعَون هذه الأُمّة » إلا أن [ يريد ] معنى ما قاله الزمخشري المتقدم.
واسم فرعون موسى : قَابُوس في قول أهل الكتاب، نقله وهب بن منبه وقال ابن إسحاق وَوَهْب :« اسمه الوليد بن مصعب بن الريان، ويكنى أبا مُرَّة ». وحكى ابن جريج « أن » اسمه مصعب بن رَيّان، وهو من بني عمْلِيق بن ولاد بن إرم بن سام بن نوح ﷺ.
وذكر ابن الخطيب أن [ ابن ] وهب قال : إن فرعون يوسف عليه الصَّلاة والسَّلام ه فرعون موسى، لقول موسى عليه الصَّلاة والسلام. ﴿ وَلَقَدْ جَآءَكُمْ يُوسُفُ مِن قَبْلُ بالبينات ﴾ [ غافر : ٣٤ ] وقال : هذا غير صحيح، إذ كان بين دخول يوسف « مصر »، وبين أن دخلها موسى أكثر من أربعمائة سنة.
وذكر النووي أن فرعون موسى عمر أكثر من أربعمائة سنة، فمشى قول ابن وهب.
وقال محمد بن إسحاق :« هو غير فرعون يوسف إن فرعون يوسف كان اسمه الريان بن الوليد ».
قوله :﴿ يَسُومُونَكُمْ سواء العذاب ﴾ هذه الجملة في محل نصب على الحال من « آل » أي : حال كونهم سَائِمِين، ويجوز أن تكون مستأنفة لمجرد الإخبار بذلك، وتكون حكاية حال ماضية، قال بمعناه ابن عطية، وليس بظاهر.
وقيل : هو خبر لمبتدأ محذوف، أي : هم يسومونكم، ولا حَاجَةَ إليه أيضاً.
و « كم » مفعول أول، و « سوء » مفعول ثان؛ لأن « سَامَ » يعتدّى لاثنين ك « أعْطَى »، ومعناه أَوْلاَهُ كذا، وألزمه إياه؛ ومنه قول عمرو بن كُلْثُومٍ :[ الوافر ]
٤٧٥ إِذَا مَا المَلْكُ سَامَ النَّاسَ خَسْفاً أَبَيْنَا أن نُقِرَّ الخَسْفَ فينا
قال الزمخشري :« وأصله من سَامَ السّلعة إذا طلبها، كأنه بمعنى يبغونكم سوء العذاب، ويزيدونكم عليه ».
وقيل أصل السَّوم : الدوام، ومنه سَائِمَةُ الغَنَمِ لمداومتها الرعي. والمعنى : يديمون تعذيبكم.
وسوء العذاب : أشدّه وأقطعه، وإن كان كله سيّئاً، كأنه أقبحه بالإضافة إلى سائره.
والسوء : كل ما يعم الإنسان من أمْرٍ دنيوي وأخروي، وهو في الأصل مصدر، ويؤنث بالألف، قال تعالى :﴿ أَسَاءُواْ السواءى ﴾ [ الروم : ١٠ ].
[ وأجاز بعضهم أن يكون « سوء » نعتاً لمصدر محذوف تقديره : يسومونكم سوماً سيئاً، كذا قدره.
وقال أيضاً :] « ويجوز أن يكون بمعنى سوم العذاب »، كأنه يريد بذلك أنه منصوب على نوع المصدر نحو :« قعد جلوساً » ؛ لأن سوء العذاب نوع من السوم.


الصفحة التالية
Icon