أخرج ابن اسحق وابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال « قال رافع بن حريملة ووهب بن زيد لرسول الله ﷺ : يا محمد ائتنا بكتاب تنزله علينا من السماء نقرأه، أو فجر لنا أنهاراً نتبعك ونصدقك، فأنزل الله في ذلك ﴿ أم تريدون أن تسألوا رسولكم ﴾ إلى قوله ﴿ سواء السبيل ﴾ وكان حيي بن أخطب وأبو ياسر بن أخطب من أشد اليهود حسداً للعرب إذ خصهم الله برسوله، وكانا جاهدين في رد الناس عن الإِسلام ما استطاعا، فأنزل الله فيهما ﴿ ودّ كثير من أهل الكتاب... ﴾ الآية ».
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن أبي العالية قال : قال رجل « يا رسول الله لو كانت كفاراتنا ككفارات بني إسرائيل. فقال رسول الله ﷺ : ما أعطيتم خير، كانت بنو إسرائيل إذا أصاب أحدهم الخطيئة وجدها مكتوبة على بابه وكفارتها، فإن كفرها كانت له خزياً في الدنيا، وإن لم يكفرها كانت له خزياً في الآخرة، وقد أعطاكم الله خيراً من ذلك قال ﴿ ومن يعمل سوءاً أو يظلم نفسه ﴾ [ النساء : ١١٠ ] الآية، والصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة كفارات لما بينهن. فأنزل الله ﴿ أم تريدون أن تسألوا رسولكم... ﴾ الآية. ».
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن السدي قال : سألت العرب محمداً ﷺ أن يأتيهم بالله فيروه جهرة، فنزلت هذه الآية.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد قال « سألت قريش محمداً ﷺ أن يجعل لهم الصفا ذهباً. فقال : نعم، وهو كالمائدة لبني إسرائيل إن كفرتم، فأبوا ورجعوا. فأنزل الله ﴿ أم تريدون أن تسألوا رسولكم كما سئل موسى من قبل ﴾ أن يريهم الله جهرة ».
وأخرج ابن جرير عن أبي العالية في قوله ﴿ ومن يتبدل الكفر بالإِيمان ﴾ يقول : يتبدل الشدة بالرخاء.
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله ﴿ فقد ضل سواء السبيل ﴾ قال : عدل عن السبيل.
وأخرج أبو داود وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الدلائل عن كعب بن مالك قال « كان المشركون واليهود من أهل المدينة حين قدم رسول الله ﷺ يؤذون رسول الله ﷺ وأصحابه أشد الأذى، فأمر الله رسوله والمسلمين بالصبر على ذلك والعفو عنهم، ففيهم أنزل الله ﴿ ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيراً ﴾ [ آل عمران : ١٨٦ ] الآية. وفيهم أنزل الله ﴿ ودّ كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفاراً حسداً ﴾ الآيه ».
وأخرج البخاري ومسلم وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني والبيهقي في الدلائل عن أسامة بن زيد قال « كان رسول الله ﷺ وأصحابه يعفون عن المشركين وأهل الكتاب كما أمرهم الله ويصبرون على الأذى قال الله


الصفحة التالية
Icon