أخرج أبو عبيد وسعيد بن منصور في فضائله وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والطبراني والحاكم والبيهقي في الشعب عن ابن مسعود قال : إن في سورة النساء خمس آيات ما يسرني أن لي بها الدنيا وما فيها، ولقد علمت أن العلماء إذا مروا بها يعرفونها، قوله تعالى ﴿ إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه ﴾ الآية. وقوله ﴿ إن الله لا يظلم مثقال ذرة... ﴾ [ النساء : ٤٠ ] الآية. وقوله ﴿ إن الله لا يغفر أن يشرك به... ﴾ [ النساء : ٤٨ ] الآية. وقوله ﴿ ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤوك... ﴾ [ النساء : ٦٤ ] الآية. وقوله ﴿ ومن يعمل سوءاً أو يظلم نفسه... ﴾ [ النساء : ١١٠ ] الآية.
وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير عن أنس بن مالك قال : لم نر مثل الذي بلغنا عن ربنا تعالى، ثم لم نخرج له عن كل أهل ومال، أن تجاوز لنا عما دون الكبائر فما لنا ولها. يقول الله ﴿ إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلاً كريماً ﴾.
وأخرج عبد بن حميد عن أنس بن مالك قال : هان ما سألكم ربكم ﴿ إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم ﴾.
وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد عن أنس « سمعت النبي ﷺ يقول : ألا إن شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي، ثم تلا هذه الآية ﴿ إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم... ﴾ الآية ».
وأخرج النسائي وابن ماجه وابن جرير وابن خزيمة وابن حبان والحاكم وصححه والبيهقي في سننه عن أبي هريرة وأبي سعيد « أن النبي ﷺ جلس على المنبر ثم قال : والذي نفسي بيده ما من عبد يصلي الصلوات الخمس، ويصوم رمضان، ويؤدي الزكاة، ويجتنب الكبائر السبع، إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية يوم القيامة، حتى أنها لتصطفق، ثم تلا ﴿ إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه... ﴾ الآية ».
وأخرج ابن المنذر عن أنس قال : ما لكم والكبائر، وقد وعدتم المغفرة فيما دون الكبائر.
وأخرج ابن جرير بسند حسن عن الحسن، أن ناساً لقوا عبد الله بن عمرو بمصر فقالوا : نرى أشياء من كتاب الله أمر أن يعمل بها لا يعمل بها، فأردنا أن نلقى أمير المؤمنين في ذلك، فقدم وقدموا معه فلقي عمر فقال : يا أمير المؤمنين إن ناساً لقوني بمصر فقالوا : إنا نرى أشياء من كتاب الله أمر أن يعمل بها لا يعمل بها، فأحبوا أن يلقوك في ذلك فقال : اجمعهم لي. فجمعهم له، فأخذ أدناهم رجلاً فقال : أنشدك بالله وبحق الإسلام عليك، أقرأت القرآن كله؟ قال : نعم. قال : فهل أحصيته في نفسك؟ قال : لا. قال : فهل أحصيته في بصرك؟ هل أحصيته في لفظك؟ هل أحصيته في أثرك؟ ثم تتبعهم حتى أتى على آخرهم قال : فثكلت عمر أمه أتكلفونه على أن يقيم الناس على كتاب الله، قد علم ربنا أنه ستكون لنا سيئات، وتلا ﴿ إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلاً كريماً ﴾ هل علم أهل المدينة فيما قدمتم؟ قال : لا.