أخرج عبد بن حميد ومسلم وابن أبي حاتم من طريق ابن عباس عن عمر بن الخطاب قال : لما اعتزل النبي ﷺ نساءه، دخلت المسجد فإذا الناس ينكتون بالحصا ويقولون : طلق رسول الله ﷺ نساءه، فقمت على باب المسجد، فناديت بأعلى صوتي : لم يطلق نساءه. ونزلت هذه الآية في ﴿ وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ﴾ فكنت أنا استنبطت ذلك الأمر.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق العوفي عن ابن عباس في قوله ﴿ وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ﴾ يقول : أفشوه وسعوا به ﴿ ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ﴾ يقول : لعلمه الذين يتجسسونه منهم.
وأخرج ابن جريج وابن المنذر من طريق ابن جريج عن ابن عباس ﴿ وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ﴾ قال : هذا في الإخبار، إذا غزت سرية من المسلمين خبر الناس عنها، فقالوا : أصاب المسلمين من عدوهم كذا وكذا، وأصاب العدو من المسلمين كذا وكذا، فأفشوه بينهم من غير أن يكون النبي ﷺ هو يخبرهم به. قال ابن جريج : قال ابن عباس :﴿ أذاعوا به ﴾ أعلنوه وأفشوه ﴿ ولو ردوه إلى الرسول ﴾ حتى يكون هو الذي يخبرهم به ﴿ وإلى أولي الأمر منهم ﴾ أولي الفقه في الدين والعقل.
وأخرج ابن جريج وابن أبي حاتم عن السدي ﴿ وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف ﴾ يقول : إذا جاءهم أمر أنهم قد أمنوا من عدوهم، أو أنهم خائفون منه، أذاعوا بالحديث حتى يبلغ عدوهم أمرهم ﴿ ولو ردوه إلى الرسول ﴾ يقول : ولو سكتوا وردوا الحديث إلى النبي ﷺ ﴿ وإلى أولي الأمر منهم ﴾ يقول : إلى أميرهم حتى يتكلم به ﴿ لعلمه الذين يستنبطونه منهم ﴾ يعني عن الأخبار، وهم الذين ينقرون عن الأخبار.
وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك ﴿ وإذا جاءهم أمر ﴾ قال : هم أهل النفاق.
وأخرج ابن جرير عن أبي معاذ. مثله.
وأخرج عن ابن زيد في قوله ﴿ أذاعوا به ﴾ قال : نشروه. قال : والذين أذاعوا به قوم إمَّا منافقون وإما آخرون ضعفاء.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة ﴿ ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم ﴾ يقول : إلى علمائهم.
وأخرج ابن جرير عن ابن زيد في الآية قال : الولاة الذين يكونون في الحرب عليهم، يتفكرون فينظرون لما جاءهم من الخبر أصدق أم كذب.
أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي العالية ﴿ لعلمه الذين يستنبطونه منهم ﴾ قال : يتبعونه ويتجسسونه.


الصفحة التالية
Icon