أخرج أبو الشيخ عن الحسن أن رسول الله ﷺ قال « إن الله بعثني برسالة فضقت بها ذرعاً، وعرفت أن الناس مكذبي، فوعدني لأبلغن أو ليعذبني، فأنزل ﴿ يا أيها الرسول بلِّغ ما أنزل إليك من ربك ﴾ ».
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد قال : لما نزلت ﴿ بلغ ما أنزل إليك من ربك ﴾ قال : يا رب، إنما أنا واحد كيف أصنع ليجتمع عليّ الناس؟، فنزلت ﴿ وإن لم تفعل فما بلغت رسالته ﴾.
وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه وابن عساكر عن أبي سعيد الخدري قال : نزلت هذه الآية ﴿ يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك ﴾ على رسول الله ﷺ يوم غدير خم، في علي بن أبي طالب.
وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود قال : كنا نقرأ على عهد رسول الله ﷺ ﴿ يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك ﴾ أن علياً مولى المؤمنين ﴿ وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس ﴾.
وأخرج ابن أبي حاتم عن عنترة. أنه قال لعلي هل عندكم شيء لم يبده رسول الله ﷺ للناس؟ فقال : ألم تعلم أن الله قال ﴿ يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك ﴾ والله ما ورثنا رسول الله ﷺ سوداء في بيضاء.
أما قوله تعالى :﴿ والله يعصمك من الناس ﴾.
أخرج ابن مردويه والضياء في المختارة عن ابن عباس قال :« سئل رسول الله ﷺ أي آية أنزلت من السماء أشد عليك؟ فقال » كنت بمنى أيام موسم واجتمع مشركوا العرب وافناء الناس في الموسم، فنزل عليّ جبريل فقال ﴿ يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس ﴾ قال : فقمت عند العقبة، فناديت : يا أيها الناس من ينصرني على أن أبلغ رسالة ربي ولكم الجنة، أيها الناس قولوا لا إله إلا الله، وأنا رسول الله إليكم، وتنجحوا ولكم الجنة. قال : فما بقي رجل ولا امرأة ولا صبي إلا يرمون عليّ بالتراب والحجارة، ويبصقون في وجهي ويقولون : كذاب صابئ، فعرض عليّ عارض فقال : يا محمد، إن كنت رسول الله فقد آن لك أن تدعو عليهم كما دعا نوح على قومه بالهلاك. فقال النبي ﷺ : اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون، وانصرني عليهم أن يجيبوني إلى طاعتك «، فجاء العباس عمه فأنقذه منهم وطردهم عنه، قال : الأعمش فبذلك تفتخر بنو العباس، ويقولون : فيهم نزلت