أخرج سنيد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ﴿ يا أيها الذين آمنوا ما لكم إذا قيل لكم انفروا... ﴾ الآية. قال : هذا حين أمروا بغزوة تبوك بعد الفتح، وحنين أمرهم بالنفير في الصيف حين خرقت الأرض فطابت الثمار واشتهوا الظلال وشق عليهم المخرج، فأنزل الله سبحانه وتعالى ﴿ انفروا خفافاً وثقالاً ﴾ [ التوبة : ٤١ ].
قوله تعالى :﴿ أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل ﴾
وأخرج الحاكم وصححه عن المستور رضي الله عنه قال : كنا عند النبي ﷺ، فتذاكروا الدنيا والآخرة فقال بعضهم : إنما الدنيا بلاغ للآخرة، فيها العمل وفيها الصلاة وفيها الزكاة، وقالت طائفة منهم : الآخرة فيها الجنة. وقالوا ما شاء الله، فقال رسول الله ﷺ « ما الدنيا في الآخرة إلا كما يمشي أحدكم إلى اليم فأدخل أصبعه فيه فما خرج منه فهي الدنيا ».
وأخرجه أحمد والترمذي وحسنه وابن ماجة عن المستور بن شداد رضي الله عنه قال :« كنت في ركب مع رسول الله ﷺ إذ مر بسخلة ميتة فقال » أترون هذه هانت على أهلها حين ألقوها قالوا : من هوانها ألقوها يا رسول الله قال : فالدنيا أهون على الله من هذه على أهلها « ».
وأخرج الحاكم وصححه عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله ﷺ « إن الله جعل الدنيا قليلاً وما بقي منها إلا القليل، كالثعلب في الغدير شرب صفوه وبقي كدره ».
وأخرج الحاكم وصححه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : دخل عمر رضي الله عنه على النبي ﷺ وهو على حصير قد أثر في جنبه فقال : يا رسول الله لو اتخذت فرشاً أوثر من هذا؟ فقال « ما لي وللدنيا وما للدنيا وما لي، والذي نفسي بيده ما مثلي ومثل الدنيا إلا كراكب سار في يوم صائف فاستظل تحت شجرة ساعة، ثم راح وتركها ».
وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والترمذي وصححه وابن ماجة والحاكم عن ابن مسعود رضي الله عنه « أن النبي ﷺ نام على حصير فقام وقد أثر في جنبه، فقلنا يا رسول الله : لو اتخذنا لك؟ فقال : ما لي وللدنيا، ما أنا في الدنيا إلا كراكب استظل تحت ظل شجرة ثم راح وتركها ».
وأخرج الحاكم وصححه عن سهل رضي الله عنه قال :« مرَّ رسول الله ﷺ بذي الحليفة فرأى شاة شائلة برجلها فقال » أترون هذه الشاة هينة على صاحبها؟ قالوا : نعم يا رسول الله. قال : والذي نفسي بيده للدنيا أهون على الله من هذه على صاحبها، ولو كانت تعدل عند الله جناح بعوضة ما سقي الكافر منها شربة ماء « ».


الصفحة التالية
Icon