أخرج عبد بن حميد وابن الأنباري في المصاحف، عن عمرو بن دينار قال : كان ابن عباس رضي الله عنه يقرأ « وما أرسلنا من قبلك من رسول، ولا نبي ولا محدث ».
وأخرج ابن أبي حاتم، عن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف قال : إن فيما أنزل الله ﴿ وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي ﴾ [ ولا محدث ] فنسخت محدث والمحدثون : صاحب يس ولقمان وهو من آل فرعون، وصاحب موسى.
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم، عن مجاهد رضي الله عنه قال : النبي وحده الذي يكلم وينزل عليه ولا يرسل.
وأخرج عبد بن حميد من طريق السدي، عن أبي صالح قال : قام رسول الله - ﷺ - فقال المشركون : ان ذكر آلهتنا بخير، ذكرنا آلهته بخير ف ﴿ ألقى الشيطان في أمنيته ﴾ ﴿ أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى ﴾ [ النجم : ١٩- ٢٠ ] إنهن لفي الغرانيق العلى، وإن شفاعتهن لترتجى. قال : فأنزل الله ﴿ وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته ﴾. فقال ابن عباس : إن أمنيته؛ أن يسلم قومه.
وأخرج البزار والطبراني وابن مردويه والضياء في المختارة بسند رجاله ثقات من طريق سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال : إن رسول الله ﷺ قرأ ﴿ أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى ﴾ تلك الغرانيق العلى، وإن شفاعتهن لترتجى ففرح المشركون بذلك، وقالوا : قد ذكر آلهتنا فجاءه جبريل فقال : اقرأ عليَّ ما جئتك به، فقرأ ﴿ أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى ﴾ تلك الغرانيق العلى وإن شفاعتهن لترتجى. فقال : ما أتيتك بهذا! هذا من الشيطان. فأنزل الله ﴿ وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ﴾ إلى آخر الآية.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه بسند صحيح، عن سعيد بن جبير قال : قرأ رسول الله ﷺ بمكة النجم، فلما بلغ هذا الموضع ﴿ أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى ﴾ ألقى الشيطان على لسانه تلك الغرانيق العلى وإن شفاعتهن لترتجى. قالوا : ما ذكر آلهتنا بخير قبل اليوم، فسجد وسجدوا، ثم جاءه جبريل بعد ذلك قال : اعرض عليَّ ما جئتك به. فلما بلغ : تلك الغرانيق العلى وإن شفاعتهن لترتجى. قال له جبريل : لم آتك بهذا؛ هذا من الشيطان فأنزل الله ﴿ وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي ﴾.
وأخرج ابن جرير وابن مردويه من طريق العوفي، عن ابن عباس : أن النبي - ﷺ - بينما هو يصلي إذ نزلت عليه قصة آلهة العرب، فجعل يتلوها، فسمعه المشركون فقالوا : إنا نسمعه يذكر آلهتنا بخير، فدنوا منه فبينما هو يتلوها وهو يقول :﴿ أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى ﴾ ألقى الشيطان : إن تلك الغرانيق العلى منها الشفاعة ترتجى.


الصفحة التالية
Icon