أخرج ابن الضريس والنحاس وابن مردويه والبيهقي عن ابن عباس قال : نزلت سورة ﴿ والليل إذا يغشى ﴾ بمكة.
وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير مثله.
وأخرج البيهقي في سننه عن جابر بن سمرة قال : كان النبي ﷺ يقرأ في الظهر والعصر ب ﴿ والليل إذا يغشى ﴾ ونحوها.
وأخرج ابن أبي حاتم بسند ضعيف عن ابن عباس :« أن رجلاً كانت له نخلة فرعها في دار رجل فقير ذي عيال، فكان الرجل إذا جاء فدخل الدار فصعد إلى النخلة ليأخذ منها الثمرة فربما تقع ثمرة فيأخذها صبيان الفقير، فينزل من نخلته، فيأخذ الثمرة من أيديهم، وإن وجدها في فم أحدهم أدخل أصبعه حتى يخرج الثمرة من فيه، فشكا ذلك الرجل إلى النبي ﷺ، فقال : اذهب ولقي النبي ﷺ صاحب النخلة. فقال له : أعطني نخلتك المائلة التي فرعها في دار فلان، ولك بها نخلة في الجنة. فقال له الرجل : لقد أعطيت وإن لي لنخلاً كثيراً وما فيه نخل أعجب إلي ثمرة منها. ثم ذهب الرجل ولقي رجلاً كان يسمع الكلام من رسول الله ﷺ لصاحب النخلة، فأتى رسول الله : فقال أعطني ما أعطيت الرجل إن أنا أخذتها. قال : نعم، فذهب الرجل فلقي صاحب النخلة ولكليهما نخل فقال له صاحب النخلة : أشعرت أن محمداً أعطاني بنخلتي المائلة إلى دار فلان نخلة في الجنة، فقلت : لقد أعطيت، ولكن يعجبني ثمرها، ولي نخل كثير ما فيه نخلة أعجب إليّ ثمرة منها، فقال له الآخر : أتريد بيعها؟ فقال : لا إلا أن أعطي بها ما أريد، ولا أظن أعطى. قال : فكم تؤمل فيها؟ قال : أربعين نخلة، فقال له الرجل : لقد جئت بأمر عظيم تطلب بنخلتك المائلة أربعين نخلة. ثم سكت عنه فقال : أنا أعطيك أربعين نخلة فقال له : أشهد إن كنت صادقاً. فأشهد له بأربعين نخلة بنخلته المائلة، فمكث ساعة ثم قال : ليس بيني وبينك بيع لم نفترق. فقال له الرجل : ولست بأحق حين أعطيتك أربعين نخلة بنخلتك المائلة. فقال له : أعطيك على أن تعطيني كما أريد تعطينيها على ساق. فسكت عنه ثم قال : هي لك على ساق. قال : ثم ذهب إلى النبي ﷺ فقال له : يا رسول الله إن النخلة قد صارت لي فهي لك. فذهب رسول الله ﷺ إلى صاحب الدار فقال : النخلة لك ولعيالك. فأنزل الله ﴿ والليل إذا يغشى ﴾ » إلى آخر السورة.
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال : إني لأقول هذه السورة نزلت في السماحة والبخل ﴿ والليل إذا يغشى ﴾.


الصفحة التالية
Icon