وأخرج عبد بن حميد عن عثمان بن الأسود قال : سألت مجاهداً عن امرأتي وكانت حاملاً وشق عليها الصوم، فقال : مرها فلتفطر ولتطعم مسكيناً كل يوم، فإذا صحت فلتقض.
وأخرج عبد بن حميد عن الحسن قال : المرضع إذا خافت أفطرت وأطعمت، والحامل إذا خافت على نفسها أفطرت وقضت، وهي بمنزلة المريض.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن الحسن قال : يفطران ويقضيان صياماً.
وأخرج عبد بن حميد عن النخعي قال : الحامل والمرضع إذا خافتا أفطرتا، وقضتا مكان ذلك صوماً.
وأخرج عبد بن حميد عن إبراهيم قال : إذا خشي الإِنسان على نفسه في رمضان فليفطر.
وأما قوله تعالى :﴿ طعام مسكين ﴾.
وأخرج سعيد بن منصور عن ابن سيرين قال : قرأ ابن عباس سورة البقرة على المنبر، فلما أتى على هذه الآية قرأ ﴿ طعام مسكين ﴾.
وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد في قوله ﴿ فدية طعام مسكين ﴾ قال : واحد.
وأخرج وكيع عن عطاء في قوله ﴿ فدية طعام مسكين ﴾ قال : مد بمد أهل مكة.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن عكرمة قال : سألت طاوساً عن أمي وكان أصابها عطاش فلم تستطع أن تصوم، فقال : تفطر وتطعم كل يوم مداً من بر. قلت : بأي مد؟ قال : بمد أرضك.
وأخرج الدارقطني عن أبي هريرة قال : من أدركه الكبر فلم يستطع أن يصوم رمضان فعليه كل يوم مد من قمح.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن سفيان قال : ما الصدقات والكفارات إلا بمد النبي ﷺ.
وأما قوله تعالى ﴿ فمن تطوّع خيراً فهو خير له ﴾.
وأخرج وكيع عن مجاهد في قوله ﴿ فمن تطوّع خيراً ﴾ قال : أطعم المسكين صاعاً.
وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة في قوله ﴿ فمن تطوّع خيراً ﴾ قال : اطعم مسكينين.
وأخرج عبد بن حميد عن طاوس ﴿ فمن تطوّع خيراً ﴾ قال : اطعام مساكين.
وأخرج وكيع وعبد بن حميد عن أنس. أنه أفطر في رمضان، وكان قد كبر وأطعم أربعة مساكين لكل يوم.
وأخرج الدارقطني في سننه من طريق مجاهد قال : سمعت قيس بن السائب يقول : إن شهر رمضان يفتديه الإِنسان أن يطعم لكل يوم مسكيناً، فاطعموا عني مسكينين.
قوله تعالى ﴿ وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون ﴾.
أخرج ابن جرير عن ابن شهاب في قوله ﴿ وأن تصوموا خير لكم ﴾ أي أن الصيام خير لكم من الفدية.
وأخرج مالك وأحمد وابن أبي شيبة والبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة وابن خزيمة والبيهقي في شعب الإِيمان عن أبي هريرة قال : قال رسول الله ﷺ « كل عمل ابن آدم يضاعف الحسنة عشرة أمثالها إلى سبعمائة ضعف، قال الله تعالى : إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به، يدع طعامه وشرابه وشهوته من أجلي، للصائم فرحتان : فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربه، ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك ».


الصفحة التالية