قال: وهذا آخر القسم الأوّل من القرآن، وهو المطوّل وقد ختم كما ترى بسورتين هما في الحقيقة للنبيّ ﷺ وحاصلهما: الفتح بالسيف والنصر على من قاتله ظاهراً. كما ختم القسم الثاني المفصل بسورتين هما: نصره له ﷺ بالحال على من قصده بالضر باطناً وما رواه البيضاوي تبعاً للزمخشري من أنه ﷺ قال: «من قرأ سورة الفتح فكأنما كان ممن شهد مع رسول الله ﷺ فتح مكة» حديث موضوع. وقال ابن عادل: روى أنّ من قرأ في أوّل ليلة من رمضان ﴿إنا فتحنا لك فتحاً مبيناً﴾ في التطوّع حفظ في ذلك العام ولم أره لغيره ا. ه.
سورة الحجرات
مدنية وهي: ثمان عشرة آية وثلاثمائة وثلاث وأربعون كلمةوألف وأربعمائة وستة وسبعون حرفاً
﴿بسم الله﴾ الجبار المتكبر الذي أعز رسوله ﷺ ﴿الرحمن﴾ الذي من عموم رحمته الآداب للتوصل إلى حسن المآب ﴿الرحيم﴾ الذي خص أولي الألباب بالإقبال على ما يوجب لهم دار الثواب.
ولما نوّه سبحانه في القتال بذكر النبيّ ﷺ وصرّح في ابتدائها باسمه الشريف وسمى السورة به وملأ سورة الفتح بتعظيمه وختمها باسمه ومدح أتباعه لأجله افتتح هذه السورة باشتراط الأدب معه في القول والفعل فقال تعالى:
(١١/١٣٣)
---


الصفحة التالية
Icon