وقيل: إن خروجهم لقدوم دحية بتجارته ونظرهم إلى العير، وهي تمر لهو لا فائدة فيه إلا أنه كان مما لا إثم فيه لو وقع على ذلك الوجه، ولكنه لما اتصل به الإعراض عن رسول الله ﷺ والانفضاض عن حضرته غلظ وكبر، ونزل فيه من القرآن وتهجينه باسم اللهو ما نزل. وقوله تعالى: ﴿وتركوك﴾ أي: تخطب حتى بقيت في اثني عشر رجلاً، قال جابر: أنا أحدهم ﴿قائماً﴾ جملة حالية من فاعل انفضوا، وقد مقدرة عند بعضهم.
تنبيه: في قوله تعالى: ﴿قائماً﴾ تنبيه على مشروعيته في الخطبتين، وهو من الشروط للقادر على القيام، وأما أركانهما فخمسة: حمد الله تعالى، وصلاة على النبي ﷺ بلفظهما، ووصية بتقوى الله، وهذه الثلاثة في كل من الخطبتين، وقراءة آية مفهمة ولو في إحداهما والأولى أولى، ودعاء للمؤمنين والمؤمنات في ثانية، ومن الشروط كونهما عربيتين، وكونهما في الوقت، وولاء، وطهر، وستر كالصلاة ﴿قل﴾ يا أشرف الخلق للمؤمنين ﴿ما عند الله﴾ أي: المحيط بجميع صفات الكمال ﴿خير﴾ ما موصولة مبتدأ وخير خبرها ﴿من اللهو ومن التجارة﴾ والمعنى: ما عند الله تعالى من ثواب صلاتكم خير من لذة لهوكم، وفائدة تجارتكم. وقيل: ما عند الله من رزقكم الذي قسمه لكم خير مما اقتسمتموه من لهوكم وتجارتكم ﴿والله﴾ أي: ذو الجلال والإكرام وحده ﴿خير الرازقين﴾ أي: خير من رزق وأعطى فاطلبوا منه، واستعينوا بطاعته على نيل ما عنده من خيري الدنيا والآخرة. وما قاله البيضاوي تبعاً للزمخشري من أنه ﷺ قال: «من قرأ سورة الجمعة أعطي من الأجر عشر حسنات بعدد من أتى الجمعة ومن لم يأتها في أمصار المسلمين» حديث موضوع.
سورة المنافقين
مدنية وهي إحدى عشرة آية، ومائة وثمانون كلمةوسبعمائة وستة وسبعون حرفاً
﴿بسم الله﴾ الذي له الإحاطة العظمى علماً وقدرة ﴿الرحمن﴾ الذي ستر بعموم رحمته من أراد من عباده ﴿الرحيم﴾ الذي وفق أهل وده لما يحبه ويرضاه.
(١٢/١٥٦)


الصفحة التالية
Icon