ج ٣٠، ص : ٢٥٧
سورة النصر
هى مدنية، وآياتها ثلاث، نزلت بعد سورة التوبة.
ومناسبتها لما قبلها - أنه لما ذكر فى السورة السابقة اختلاف دين الرسول الذي يدعو إليه، ودين الكفار الذي يعكفون عليه - أشار فى هذه السورة إلى أن دينهم سيضمحل ويزول، وأن الدين الذي يدعو إليه سيغلب عليه، ويكون هو دين السواد الأعظم من سكان المعمورة.
[سورة النصر (١١٠) : الآيات ١ الى ٣]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
إِذا جاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (١) وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْواجاً (٢) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كانَ تَوَّاباً (٣)شرح المفردات
النصر : العون يقال نصره على عدوه ينصره نصرا : أي أعانه، ونصر الغيث الأرض : إذا أعان على إظهار نباتها ومنع من قحطها، قال شاعرهم :
إذا دخل الشهر الحرام فجاوزى بلاد تميم وانصرى أرض عامر
والفتح : الفصل بينه وبين أعدائه وإعزاز دينه وإظهار كلمته، والأفواج :
واحدهم فوج وهو الجماعة والطائفة، واستغفره : أي اسأله أن يغفر لك ذنوبك ولقومك الذين اتبعوك، توّابا : أي كثير القبول لتوبة عباده.
المعنى الجملي
كان المؤمنون أيام قلتهم وفقرهم وكثرة عدد عدوهم وقوته، يمر الضجر بنفوسهم ويقضّ مضاجعهم، وكان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يحزن ويضيق صدره،