ج ١٦، ص : ١٧١٠
به، لأن النار التي توعدها اللّه إنما هى لكفره، فلو أعلن الإيمان لما كان لهذا الوعيد حجة عليه، بل كان حجة على القرآن بأنه مفترى. ولكن أنّى يكون هذا، وقد قضى اللّه بعذابه فى جهنم، ونزل القرآن بالخبر القاطع بهذا ؟
إنها كلمة واحدة كانت تخرج من فم أبى لهب أو امرأته، بإعلان إسلامهما، فيقضى بها على محمد ودعوته.. وهذه معجزة متحدية من معجزات القرآن، الذي أمسك لسان الرجل والمرأة عن أن ينطقا بهذه الكلمة، بكلمة الإسلام، فى أوضح صورة، وأكملها وأصرحها، كما جاءت بها سورة « الإخلاص ».
وتلك شهادة قائمة على الدهر، بأن هذا القرآن كلام اللّه، وأنه الحق الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد.
(١١٢) سورة الإخلاص
« وتسمى سورة التوحيد » نزولها : نزلت بمكة.. بعد الناس.
عدد آياتها : أربع آيات.
عدد كلماتها : إحدى عشرة كلمة.
عدد حروفها : سبعة وأربعون حرفا.
مناسبتها لما قبلها
كانت عداوة أبى لهب وزوجه للنبىّ، ممثلة فى عداوتهما لدعوة التوحيد التي كانت عنوان رسالة النبىّ، صلوات اللّه وسلامه عليه، وكلمته الأولى إلى قومه..


الصفحة التالية
Icon