قوله تعالى :﴿قَالُوا وَمَا لَنَا أَلَّا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِنْ دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ﴾
المناسبة
قال البقاعى :
ولما كان مضمون هذا الاستفهام : إني أخشى عليكم القعود عن القتال أعلمنا الله عن جوابهم بقوله :﴿قالوا﴾ أي لموسى في المخالفة ولما أرشد العطف على غير مذكور أن التقدير : ما يوجب لنا القعود وإنا لا نخاف ذلك على أنفسنا بل نحن جازمون بأنا نقاتل أشد القتال! عطف عليهم قولهم :﴿وما﴾ أي وأي شيء ﴿لنا﴾ في ﴿ألا نقاتل﴾ ولما كانت النفس فيما لله أجد وإليه أنهض قالوا :﴿في سبيل الله﴾ أي الذي لا كفوء له إلهاباً وتهييجاً ﴿وقد﴾ أي والحال أنا قد ﴿أخرجنا﴾ أعم من أن يكون مع لإخراج إبعاد أو لا، وبناه للمجهول لأن موجب الإحفاظ والإخراج نفس الإخراج لا نسبة إلى حد بعينه ﴿من ديارنا﴾ التي هي لأبداننا كأبداننا لأرواحنا.
ولما كان في ﴿أخرجنا﴾ معنى أبعدنا عطف عليه ﴿وأبنائنا﴾ فخلطوا بذلك ما لله بما لغيره وهو أغنى الشركاء لا يقبل إلا خالصاً.
قال الحرالي : فأنبأ سبحانه وتعالى أنهم أسندوا ذلك إلى غضب الأنفس على الإخراج وإنما يقاتل في سبيل الله من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا - انتهى.


الصفحة التالية
Icon