قوله تعالى :﴿ فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآَتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ (٢٥١)﴾
مناسبة الآية لما قبلها
قال البقاعى :
ثم رتب على ذلك النتيجة حثاً على الاقتداء بهم لنيل ما نالوا فقال عاطفاً على ما تقديره : فأجاب الله سبحانه وتعالى دعاءهم :﴿فهزموهم﴾ مما منه الهزيمة وهو فرار من شأنه الثبات - قاله الحرالي، وقال : ولم يكن فهزمهم الله، كما لهذه الأمة في ﴿ولكن الله قتلهم﴾ [ الأنفال : ١٧ ] انتهى.
﴿بإذن الله﴾ أي الذي له الأمر كله.
ثم بين ما خص به المتولي لعظم الأمر بتعريض نفسه للتلف في ذات الله سبحانه وتعالى من الخلال الشريفة الموجبة لكمال الحياة الموصلة إلى البقاء السرمدي فقال :﴿وقتل داود﴾ وكان في جيش طالوت ﴿جالوت﴾ قال الحرالي : مناظرة قوله ﴿وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى﴾ [ الأنفال : ١٧ ] وكان فضل الله عليك عظيماً - انتهى.
وفي الزبور في المزمور الحادي والخمسين بعد المائة وهو آخره : صغيراً كنت في إخوتي، حدثاً في بيت أبي، راعياً غنمه، يداي صنعتا الأرغن، وأصابعي عملت القيثار، من الآن اختارني الرب إلهي واستجاب لي وأرسل ملاكه وأخذني من غنم أبي ومسحني بدهن مسحته إخوتي حسان وأكرمني ولم يسر بهم الرب، خرجت ملتقياً الفلسطيني الجبار الغريب فدعا علي بأوثانه فرميته بثلاثة أحجار في جبهته بقوة الرب فصرعته واستللت سيفه وقطعت به رأسه ونزعت العار عن بني إسرائيل.


الصفحة التالية
Icon