قوله تعالى :﴿ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴾
المناسبة
قال البقاعى :
ولما أخبر سبحانه وتعالى بمحاجته بين ما هي تقريراً لآية ﴿فقال لهم الله موتوا ثم أحياهم﴾ [ البقرة : ٢٤٣ ] دلالة على البعث ليوم لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة فقال :﴿إذ﴾ أي حاجه حين ﴿قال إبراهيم ربي﴾ أي الذي أحسن إليّ بخلقي وإدامة الهداية لي ﴿الذي يحيي ويميت﴾ أي وحده،
وهذه العبارة تدل على تقدم كلام في هذا وادعاء أحد لمشاركة في هذه الصفة.
ولما كان كأنه قيل : هذا أمر ظاهر مجمع عليه فما ذا الذي يحاج المحاج فيه ؟ أجيب بقوله :﴿قال﴾ أي ذلك المحاج بجرأة وعدم تأمل لما ألفه من ذل الناس له وطواعيتهم لجبروته ﴿أنا﴾ أي أيضاً ﴿أحيي وأميت﴾ بأن أمُنَّ على من استحق القتل وأقتل من لا يستحق القتل.
فلما رأى إبراهيم عليه الصلاة والسلام أنه قد اجترأ على عظيم وأن محاجته في نفس الإحياء ربما خفيت أو طالت رأى أن يعجل إبهاته مع بيان حقارته بما هو أجلى من ذلك،