قوله تعالى ﴿ وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ (٤٢)﴾
مناسبة الآية لما قبلها
قال البقاعى :
ولما فرغ مما للكافل بعد ما نوه بأمر المكفولة بياناً لاستجابة الدعاء من أمها لها أعاد الإشارة بذكرها والإعلام بعلي قدرها فقال عاطفاً على ما تقديره : هذا ما للكافل فاذكره لهم فإنهم لا يشكون معه في نبوتك :﴿و﴾ اذكر ﴿إذ قالت الملائكة﴾ وعبر بالجمع والمراد جبريل وحده عليه الصلاة والسلام كما في سورة مريم عليها السلام لتهيئها لخطاب كل منهم كما مضى ﴿يا مريم إن الله﴾ أي الذي له الأمر كله ﴿اصطفاك﴾ أي اختارك في نفسك، لا بالنظر إلى شيء آخر عما يشين بعض من هو في نفسه خيار ﴿وطهرك﴾ أي عن كل دنس ﴿واصطفاك﴾ أي اصطفاء خاصاً ﴿على نساء العالمين﴾ فمن هذا الاصطفاء والله سبحانه وتعالى أعلم كما قال الحرالي : أن خلصت من الاصطفاء الأول العبراني إلى اصطفاء على عربي حتى أنكحت من محمد ﷺ النبي العربي ؛ قال ﷺ لخديجة رضي الله عنها :" أما شعرت أن الله سبحانه وتعالى زوجني معك مريم بنت عمران " - انتهى. أ هـ ﴿نظم الدرر حـ ٢ صـ ٧٩﴾
فصل
قال الفخر :
قالوا المراد بالملائكة ههنا جبريل وحده، وهذا كقوله ﴿يُنَزّلُ الملائكة بالروح مِنْ أَمْرِهِ﴾ [ النحل : ٢ ] يعني جبريل، وهذا وإن كان عدولاً عن الظاهر إلا أنه يجب المصير إليه، لأن سورة مريم دلت على أن المتكلم مع مريم عليها السلام هو جبريل عليه السلام، وهو قوله ﴿فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَراً سَوِيّاً﴾ [ مريم : ١٧ ]. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ٨ صـ ٣٨﴾
فصل
قال الفخر :