قوله تعالى ﴿ وَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آَمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آَخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (٧٢)﴾
مناسبة الآية لما قبلها
قال البقاعى :
ولما ذكر لبسهم دل عليه بقوله عطفاً على ﴿ودت طائفة﴾ مبيناً لنوع إضلال آخر :﴿وقالت طائفة من أهل الكتاب﴾ أي من يهود المدينة ﴿آمنوا﴾ أي أظهروا الإيمان ﴿بالذي أنزل على الذين آمنوا﴾ متابعة لهم ﴿وجه﴾ أي أول ﴿النهار﴾ سمي وجهاً لأنه أول ما يستقبلك منه وهو ما يظهر ولذا عبروا به عن الأول الذي يصلح لاستغراق النصف، لأن مرادهم التلبيس بظاهر لا باطن له، ولفظ لا حقيقة له، في جزء يسير جداً ﴿واكفروا آخره﴾ أي ليظنوا أنه لا غرض لكم إلا الحق، وأنه ما ردكم عن دينهم بعد ابتاعكم له إلا ظهور بطلانه ﴿لعلهم يرجعون﴾ أي ليكون حالهم حال من يرجى رجوعه عن دينه. أ هـ ﴿نظم الدرر حـ ٢ صـ ١١٣﴾
وقال الفخر :
اعلم أنه تعالى لما حكى عنهم أنهم يلبسون الحق بالباطل أردف ذلك بأن حكى عنهم نوعاً واحداً من أنواع تلبيساتهم، وهو المذكور في هذه الآية. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ٨ صـ ٨٣﴾

فصل


قال الفخر :
قول بعضهم لبعض ﴿آمنوا بِالذي أنزل على الذين آمنوا وجه النهار﴾ ويحتمل أن يكون المراد كل ما أنزل وأن يكون المراد بعض ما أنزل.
أما الاحتمال الأول : ففيه وجوه


الصفحة التالية
Icon