قوله تعالى :﴿ وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآَخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ (١٥٢)﴾
مناسبة الآية لما قبلها
قال البقاعى :
ولما كانت السين في ﴿سنلقي﴾ مفهمة للاستقبال كان ذلك ربما أوهم أنه لم يرغبهم فيما مضى، فنفى هذا الوهم محققاً لهم ذلك بتذكيرهم بما أنجز لهم من وعده في أول هذه الوقعة مدة تلبسهم بما شرط عليهم من الصبر والتقوى بقوله تعالى - عطفاً على قوله :﴿بلى إن تصبروا وتتقوا﴾ [ آل عمران : ١٢٥ ]، مصرحاً بما لوح إليه تقديراً قبل ﴿ولقد نصركم الله ببدر﴾ [ آل عمران : ١٢٣ ] كما مضى - :﴿ولقد صدقكم الله وعده﴾ أي في قوله ﴿وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم﴾ [ آل عمران : ١٢٠ ] ﴿إذ تحسونهم﴾ أي تقتلونهم بعضهم بالفعل والباقين بالقوة التي هيأها لكم ﴿بإذنه﴾ فإن الحسن بالفتح : القتل والاستئصال - قاله في القاموس.