قوله تعالى :﴿ هُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ (١٦٣)﴾
مناسبة الآية لما قبلها
قال البقاعى :
ولما أفهم الإنكار على من سوّى بين الناس أنهم متمايزون صرح بذلك في قوله :﴿هم درجات﴾ أي متباينون تباين الدرجات.
ولما كان اعتبار التفاوت ليس بما عند الخلق قال :﴿عند الله﴾ أي الملك الأعلى في حكمه وعلمه وإن خفي ذلك عليكم، لأن الله سبحانه وتعالى خلقهم فهو عالم بهم حين خلقهم ﴿والله﴾ أي الذي له جميع صفات الكمال ﴿بصير﴾ أي بالبصر والعلم ﴿بما يعملون﴾ أي بعد إيجادهم، لأن ذلك أيضاً خلقه وتقديره، ولس لهم فيه إلا نسبته إليهم بالكسب، فهو يجازيهم بحسب تلك الأعمال، فكيف يتخيل أنه يساوي بينهم في المآل وقد فاوت بينهم في الحال وهو الحكم العدل! فعلم بما في هذا الختام من إحاطته بتفاصيل الأعمال صحة ما ابتدىء به الكلام من التوفية. أ هـ ﴿نظم الدرر حـ ٢ صـ ١٧٧﴾
فصل
قال الفخر :
تقدير الكلام : لهم درجات عند الله، إلا أنه حسن هذا الحذف، لأن اختلاف أعمالهم قد صيرتهم بمنزلة الأشياء المختلفة في ذواتها.