قوله تعالى ﴿ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ عَهِدَ إِلَيْنَا أَلَّا نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّى يَأْتِيَنَا بِقُرْبَانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ قُلْ قَدْ جَاءَكُمْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِي بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالَّذِي قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (١٨٣)﴾
مناسبة الآية لما قبلها
قال البقاعى :
ولما كان القربان من جنس النفقات ومما يتبين به سماح النفوس وشحها حسن نظم آية القربان هنا بقوله - رادّاً شبة لهم أخرى ومبيناً قتلهم الأنبياء :﴿الذين قالوا﴾ تقاعداً عما يجب عليهم من المسارعة بالإيمان ﴿إن الله﴾ أي الذي لا أمر لأحد معه ﴿عهد إلينا﴾ وقد كذبوا في ذلك ﴿ألا نؤمن لرسول﴾ أي كائن من كان ﴿حتى يأتينا بقربان﴾ أي عظيم نقربه لله تعالى، فيكون متصفاً بأن ﴿تأكله النار﴾ عند تقريبه له وفي ذلك أعظم بيان لأنهم ما أرادوا - بقولهم ﴿إن الله فقير﴾ حيث طلب الصدقة - إلا التشكيك حيث كان التقرب إلى الله بالمال من دينهم لاذي يتقربون إلى الله به، بل وادعوا أنه لا يصح دين بغيره.
ولما افتروا هذا التشكيك أمر سبحانه بنقضه بقوله :﴿قل قد جاءكم رسل﴾ فضلاً عن رسول.