قوله تعالى ﴿ رَبَّنَا وَآَتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلَا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ (١٩٤)﴾
مناسبة الآية لما قبلها
قال البقاعى :
ولما كان الله سبحانه وتعالى هو المالك التام الملك، فهو ذو التصرف المطلق الذي لا يجب عليه شيء، ولا يقبح منه شيء ؛ أشار إلى ذلك بقوله ملقناً لهم مكرراً صفة الإحسان تنبيهاً على مزيد الابتهال والتضرع والتخضع والتخشع :﴿ربنا وآتنا ما وعدتنا﴾ ثم أشار إلى صدق هذا الوعد بحرف الاستعلاء الدال على الالتزام والوجوب فقال :﴿على رسلك﴾ أي من إظهار الدين والنصر على الأعداء وحسن العاقبة وإيراث الجنة في مثل قوله تعالى :﴿وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات أن لهم جنات﴾ [ البقرة : ٢٥ ] وفي الدعاء بذلك إشارة إلى أنه لا يجب على الله سبحانه وتعالى شيء ولو تقدم به وعده الصادق وإن كنا نعتقد أنه لا يبدل القوة لديه ﴿ولا تخزنا يوم القيامة﴾ أي بالمؤاخذة بالسيئاتن ثم أرشدهم إلى الإلهاب والتهييج مع التنبيه على ما نبه عليه أولاً من أنه لا يجب عليه شيء بقوله باسطاً لهم بلذة المنادمة بالمخاطبة :﴿إنك لا تخلف الميعاد ﴾. أ هـ ﴿نظم الدرر حـ ٢ صـ ١٩٩﴾
فصل
قال الفخر :
قوله :﴿رَبَّنَا وَءاتِنَا مَا وَعَدتَّنَا على﴾ فيه حذف المضاف ثم فيه وجوه :
أحدها : وآتنا ما وعدتنا على ألسنة رسلك.