قوله تعالى ﴿ قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ هَلْ تَنْقِمُونَ مِنَّا إِلَّا أَنْ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلُ وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ فَاسِقُونَ (٥٩) ﴾
مناسبة الآية لما قبلها
قال البقاعى :
ولما كانت النفوس نزاعة إلى الهوى، عمية عن المصالح، جامحة عن الدواء بما وقفت عنده من النظر إلى زينة الحياة الدنيا، وكان الدليل على سلب العقل عن أهل الكتاب دليلاً على العرب بطريق الأولى، وكان أهل الكتاب لكونهم أهل علم لا ينهض بمحاجتهم إلا الأفراد من خلص العباد، قال تعالى دالاً على ما ختم به الآية من عدم عقلهم آمراً لأعظم خلقه بتبكيتهم وتوبيخهم وتقريعهم :﴿قل﴾ وأنزلهم بمحل البعد فقال مبكتاً لهم بكون العلم لم يمنعهم عن الباطل :﴿يا أهل الكتاب﴾ أي من اليهود والنصارى ﴿هل تنقمون﴾ أي تنكرون وتكرهون وتعيبون ﴿منا إلا أن آمنا﴾ أي أوجدنا الإيمان ﴿بالله﴾ أي لما له من صفات الكمال التي ملأت الأقطار وجاوزت حد الإكثار ﴿وما أنزل إلينا﴾ أي لما له من الإعجاز في حالات الإطناب والتوسط والإيجاز ﴿وما أنزل ﴾.


الصفحة التالية
Icon