قوله تعالى ﴿ قُلْ إِنِّيَ أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (١٥) ﴾
مناسبة الآية لما قبلها
قال البقاعى :
ولما كان فعل المنهي قد لا يعذب عليه، قال معلماً بأن المخالفة في هذا من أبلغ المخالفات، فصاحبها مستحق لأعظم الانتقام، وكل ذلك فطماً لهم عن الطمع فيه، وأكده لذلك ولإنكارهم مضمونه :﴿قل إني﴾ ولما كان المقام للخوف، قدمه فقال :﴿أخاف إن عصيت﴾ أي شيء مما تريدون مني أن أوافقكم فيه بما أمرت به أو نهيت عنه ﴿ربي﴾ أي المحسن إليّ ﴿عذاب يوم﴾ ولما كان عظم الظرف بعظم مظروفه قال :﴿عظيم ﴾. أ هـ ﴿نظم الدرر حـ ٢ صـ ٥٩٨﴾
فصل
قال الفخر :
إنه تعالى لما بيّن كون رسوله مأموراً بالإسلام ثم عقبه بكونه منهياً عن الشرك قال بعده ﴿قل إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم﴾ والمقصود أني إن خالفته في هذا الأمر والنهي صرت مستحقاً للعذاب العظيم.
فإن قيل : قوله :﴿قل إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم﴾ يدل على أنه عليه السلام كان يخاف على نفسه من الكفر والعصيان، ولولا أن ذلك جائز عليه لما كان خائفاً.
والجواب أن الآية لا تدل على أنه خاف على نفسه، بل الآية تدل على أنه لو صدر عنه الكفر والمعصية فإنه يخاف.
وهذا القدر لا يدل على حصول الخوف، ومثاله قولنا : إن كانت الخمسة زوجاً كانت منقسمة بمتساويين، وهذا لا يدل على أن الخمسة زوج ولا على كونها منقسمة بمتساويين، وهذا لا يدل على أن الخمسة زوج ولا على كونها منقسمة بمتساويين والله أعلم. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١٢ صـ ١٤١﴾