قوله تعالى ﴿ وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا يَمَسُّهُمُ الْعَذَابُ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (٤٩) ﴾
مناسبة الآية لما قبلها
قال البقاعى :
ولما بين حال المصلحين، أتبعه حال المفسدين فقال :﴿والذين كذبوا بآياتنا﴾ أي على ما لها بنسبتها إلينا من العظمة ﴿يمسهم العذاب﴾ أي الدائم المتجدد، وكني عن قربه بأن جعل له قوة المس، كأنه حي مريد فقال :﴿بما كانوا﴾ أي جبلة وطبعاً ﴿يفسقون﴾ أي يديمون الخروج مما ينبغي الاستقرار فيه من الإيمان وما يقتضيه، وأما الفسق العارض فإن صاحبه يصدر التوبة منه فيعفى عنه. أ هـ ﴿نظم الدرر حـ ٢ صـ ٦٣٩ ـ ٦٤٠﴾
فصل
قال الفخر :
﴿والذين كَذَّبُواْ بآياتنا يَمَسُّهُمُ العذاب﴾ ومعنى المس في اللغة التقاء الشيئين من غير فصل.
قال القاضي : إنه تعالى علل عذاب الكفار بكونهم فاسقين، وهذا يقتضي أن يكون كل فاسق كذلك، فيقال له هذا معارض بما أنه خص الذين كذبوا بآيات الله بهذا الوعيد وهذا يدل على أن من لم يكن مكذباً بآيات الله أن لا يلحقه الوعيد أصلاً.
وأيضاً فهذا يقتضي كون هذا الوعيد معللاً بفسقهم فلم قلتم أن فسق من عرف الله وأقر بالتوحيد والنبوّة والمعاد، مساو لفسق من أنكر هذه الأشياء ؟ والله أعلم. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١٢ صـ ١٨٩﴾