قوله تعالى ﴿ لِكُلِّ نَبَإٍ مُسْتَقَرٌّ وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (٦٧) ﴾
مناسبة الآية لما قبلها
قال البقاعى :
ولما كانوا بصدد أن يقولوا تهكماً : كن كذلك، فلا علينا منك! قال مهدداً :﴿لكل﴾ وأشار إلى جلالة خبره بقوله :﴿نبإٍ﴾ أي خبر أخبرتكم به من هذه الأخبار العظيمة، ومعنى ﴿مستقر﴾ موضع ووقت قرار من صدق أو كذب، أي لا بد أن يحط الخبر على واحد منهما، لا ينفك خبر من الأخبار عن ذلك ﴿وسوف تعلمون﴾ أي محط خبره العظيم بوعد صادق لا خلف فيه وإن تأخر وقوعه. أ هـ ﴿نظم الدرر حـ ٢ صـ ٦٥٢﴾

فصل


قال الفخر :
المستقر يجوز أن يكون موضع الاستقرار، ويجوز أن يكون نفس الاستقرار لأن ما زاد على الثلاثي كان المصدر منه على زنة اسم المفعول نحو المدخل والمخرج، بمعنى الإدخال والإخراج، والمعنى : أن لكل خبر يخبره الله تعالى وقتاً أو مكاناً يحصل فيه من غير خلف ولا تأخير وإن جعلت المستقر بمعنى الاستقرار، كان المعنى لكل وعد ووعيد من الله تعالى استقرار ولا بد أن يعلموا أن الأمر كما أخبر الله تعالى عنه عند ظهوره ونزوله.
وهذا الذي خوف الكفار به، يجوز أن يكون المراد منه عذاب الآخرة، ويجوز أن يكون المراد منه استيلاء المسلمين على الكفار بالحرب والقتل والقهر في الدنيا. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١٣ صـ ٢١﴾


الصفحة التالية
Icon