قوله تعالى ﴿ الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا وَهُمْ بِالْآَخِرَةِ كَافِرُونَ (٤٥) ﴾
" فصل "
قال البقاعى :
﴿الذين يصدون﴾ أي لهم فعل الصد لمن أراد الإيمان ولمن آمن ولغيرهما بالإضلال بالإرغاب والإرهاب والمكر والخداع ﴿عن سبيل الله﴾ أي طريق دين الملك الذي لا كفوء له الواضح الواسع ﴿ويبغونها﴾ أي يطلبون لها ﴿عوجاً﴾ بإلقاء الشكوك والشيهات، وقد تقدم ما فيه في آل عمران ﴿وهم بالآخرة كافرون﴾ أي ساترون ما ظهر لعقولهم من دلائلها ؛ فمتى وجدت هذه الصفات الأربع حقت اللعنة. أ هـ ﴿نظم الدرر حـ ٣ صـ ٣٦﴾
فصل
قال الفخر :
الصفة الثانية : قوله :﴿الذين يَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ الله﴾ ومعناه : أنهم يمنعون الناس من قبول الدين الحق، تارة بالزجر والقهر، وأخرى بسائر الحيل.
والصفة الثالثة : قوله :﴿وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا﴾ والمراد منه إلقاء الشكوك والشبهات في دلائل الدين الحق.
والصفة الرابعة : قوله :﴿وَهُم بالآخرة كافرون﴾ واعلم أنه تعالى لما بين أن تلك اللعنة إنما أوقعها ذلك المؤذن على الظالمين الموصوفين بهذه الصفات الثلاثة، كان ذلك تصريحاً بأن تلك اللعنة ما وقعت إلا على الكافرين، وذلك يدل على فساد ما ذكره القاضي من أن ذلك اللعن يعم الفاسق والكافر، والله أعلم. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١٤ صـ ٧١﴾