قوله تعالى ﴿ وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ وَنَادَوْا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ (٤٦) ﴾
" فصل "
قال البقاعى :
﴿وبينهما﴾ أي وحال الفريقين عند هذه المناداة أنه بينهما أو بين الدارين ﴿حجاب﴾ أي سور لئلا يجد أهل النعيم في دارهم ما يكدر نعيمها ﴿وعلى الأعراف﴾ جمع عرف وهو كل عال مرتفع لأنه يكون أعرف مما انخفض، وهي المشرفات من ذلك الحجاب ﴿رجال﴾ استوت حسناتهم وسيئاتهم فوفقوا هنالك حتى يقضي الله فيهم ثم يدخلهم الجنة بفضل رحمته كما جاء مفسراً في مسند ابن أبي خثيمة من حديث جابر رضى الله عنه عن النبي ﷺ ﴿يعرفون كلاًّ﴾ أي من أصحاب الجنة وأصحاب النار قبل دخول كل منهم داره ﴿بسيماهم﴾ أي علامتهم ﴿ونادوا﴾ أي أصحاب الأعراف ﴿أصحاب الجنة﴾ أي بعد دخولهم إليها واستقرارهم فيها ﴿أن سلام عليكم﴾ أي سلامة وأمن من كل ضار.


الصفحة التالية
Icon