قوله تعالى ﴿ وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ (٨٠) ﴾
مناسبة الآية لما قبلها
قال البقاعى :
ولما أتم سبحانه ما وفى بمقصد هذه السورة في هذا السياق من قصتهم، أتبعه من بعده ممن تعرفه العرب كما فعل فيما قبل فقال :﴿ولوطاً إذ قال﴾ ولما كانت رسالته إلى مدن شتى، وكأنهم كانوا قبائل شتى، قيل : كانوا خمسة وهي المؤتفكات، وقيل : كانوا أربعة آلاف بين الشام والمدينة الشريفة، قال :﴿لقومه﴾ وقد جوزوا أن يكون العامل فيه ﴿أرسلنا﴾ و ﴿اذكر﴾ ولا يلزم من تقدير ﴿أرسلنا﴾ أن يكون إرساله في وقت تفوهه لهم بهذا القول غير سابق عليه، لأنه كما أن ذلك الزمن - المنطبق على أول قوله وآخره - وقت له فكذلك اليوم - الذي وقع فيه هذا القول - وقت له، بل وذلك الشهر وتلك السنة وذلك القرن، فإن من شأن العرب تسمية الأيام المشتركة في الفعل الواحد يوماً، قالوا : يوم القادسية، وهو أربعة أيام إن اعتبرنا مدة القتال فقط، وعدة شهور إن اعتبرنا بالاجتماع له، وكذا يوم صفين، وقال تعالى في قصة بدر ﴿وإذ يعدكم الله إحدى الطائفتين أنها لكم﴾ إلى أن قال :﴿إذ تستغيثون ربكم﴾ إلى أن قال :﴿إذ يغشيكم النعاس أمنة منه﴾


الصفحة التالية
Icon