قوله تعالى ﴿ قَالَ إِنْ كُنْتَ جِئْتَ بِآَيَةٍ فَأْتِ بِهَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (١٠٦) ﴾
" فصل "
قال البقاعى :
وفي جعل ذلك نتيجة الإرسال إليه تنبيه على أن رسالته مقصورة على قومه، فكأنه قيل : فماذا قال فرعون في جواب هذا الأمر الواضح؟ فقيل :﴿قال﴾ معرضاً عنه معمياً له خوفاً من غائلته عند من يعرف موسى عليه السلام حق المعرفة معبراً بأداة الشك إيقافاً لهم :﴿إن كنت جئت بآية﴾ أي علامة على صحة رسالتك ﴿فأت بها﴾ فأوهم أنه لم يفهم إلا أن المراد أنه سيقيمها من غير أن يكون في كلامه السابق دلالة على صدقه، وأكد الإبهام والشك بقوله :﴿إن كنت﴾ أي جبلة وطبعاً ﴿من الصادقين﴾ أي في عداد أهل الصدق العريقين فيه لتصح دعواك عندي وتثبت. أ هـ ﴿نظم الدرر حـ ٣ صـ ٧٩﴾
فصل
قال الفخر :
﴿قَالَ إِن كُنتَ جِئْتَ بِئَايَةٍ فَأْتِ بِهَا إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ﴾ وفيه بحثان :
البحث الأول : أن لقائل أن يقول : كيف قال له ﴿فَأْتِ بِهَا﴾ بعد قوله :﴿قَالَ إِن كُنتَ جِئْتَ ﴾.
وجوابه : إن كنت جئت من عند من أرسلك بآية فاتني بها وأحضرها عندي، ليصح دعواك ويثبت صدقك.
والبحث الثاني : أن قوله :﴿قَالَ إِن كُنتَ جِئْتَ بِئَايَةٍ فَأْتِ بِهَا إِن كُنتَ مِنَ﴾ جزاء وقع بين شرطين، فكيف حكمه ؟ وجوابه أن نظيره قوله : إن دخلت الدار فأنت طالق إن كلمت زيداً.
وههنا المؤخر في اللفظ يكون متقدماً في المعنى، وقد سبق تقرير هذا المعنى فيما تقدم. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١٤ صـ ١٥٦ ـ ١٥٧﴾