قوله تعالى ﴿ قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ نَحْنُ الْمُلْقِينَ (١١٥) ﴾
مناسبة الآية لما قبلها
قال البقاعى :
ولما فرغوا من محاورته، تشوف السامع إلى قولهم لموسى عليه السلام، فاستأنف قوله جواباً :﴿قالوا﴾ بادئين باسمه ﴿يا موسى﴾ مخيرين له أدباً معه كما هي عادة عقلاء الأخصام قبل وقوع الخصام في سياق مفهم أن قصدهم الإلقاء أولاً، وذلك قولهم :﴿إما أن تلقي﴾ أي أنت أولاً ما تريد أن تلقيه للمغالبة في إظهار صحة دعواك ﴿وإما أن نكون نحن﴾ أي خاصة ﴿الملقين﴾ أي لما معنا أولاً. أ هـ ﴿نظم الدرر حـ ٣ صـ ٨٢﴾
فصل
قال الفخر :
﴿ قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ نَحْنُ الْمُلْقِينَ ﴾
في الآية مسائل :
المسألة الأولى :
قال الفراء والكسائي : في باب "أما وإما" إذا كنت آمراً أو ناهياً أو مخبراً فهي مفتوحة وإذا كانت مشترطاً أو شاكاً أو مخيراً فهي مكسورة تقول في المفتوحة أما الله فاعبدوه وأما الخمر فلا تشربوها وأما زيد فقد خرج.