قوله تعالى ﴿ أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آَبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ (١٧٣) ﴾

فصل


قال البقاعى :
﴿أو تقولوا﴾ أي لو لم نرسل إليهم الرسل ﴿إنما أشرك آباؤنا من قبل﴾ أي من قبل أن نوجد ﴿وكنا ذرية من بعدهم﴾ فلم نعرف لنا مربياً غيرهم فكنا لهم تبعاً فشغلنا اتباعهم عن النظر ولم يأتنا رسول منبه، فيتسبب عن ذلك إنكارهم في قولهم :﴿أفتهلكنا بما فعل المبطلون﴾ أي من آبائنا ؛ قال أبو حيان : والمعنى أن الكفرة لو لم يؤخذ عليهم عهد ولا جاءهم رسول بما تضمنه العهد من توحيد الله وعبادته لكانت لهم حجتان : إحدهما " كنا غافلين " والأخرى " كنا تبعاً لأسلافنا " فكيف والذنب إنما هو لمن طرّق لنا وأضلنا - انتهى.


الصفحة التالية
Icon