قوله تعالى ﴿ وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ (٢١) ﴾
" فصل "
قال البقاعى :
﴿ولا تكونوا كالذين قالوا سمعنا﴾ أي بآذاننا ﴿وهم لا يسمعون﴾ أي لا يستجبون فكأنهم لم يسمعوا، لما انتفت الثمرة عد المثمر عدماً. أ هـ ﴿نظم الدرر حـ ٣ صـ ١٩٩﴾

فصل


قال الفخر :
﴿وَلاَ تَكُونُواْ كالذين قَالُواْ سَمِعْنَا وَهُمْ لاَ يَسْمَعُونَ﴾ المعنى : أن الإنسان لا يمكنه أن يقبل التكليف وأن يلتزمه إلا بعد أن يسمعه، فجعل السماع كناية عن القبول.
ومنه قولهم سمع الله لمن حمده، والمعنى : ولا تكونوا كالذين يقولون بألسنتهم أنا قبلنا تكاليف الله تعالى، ثم إنهم بقلوبهم لا يقبلونها.
وهو صفة للمنافقين كما أخبر الله عنهم بقوله :﴿وَإِذَا لَقُواْ الذين ءامَنُواْ قَالُوا ءامَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ إلى شياطينهم قَالُواْ إِنَّا مَعَكُمْ﴾ [ البقرة : ١٤ ]. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١٥ صـ ١١٦﴾
وقال السمرقندى :
قوله تعالى :﴿ وَلاَ تَكُونُواْ كالذين قَالُواْ سَمِعْنَا وَهُمْ لاَ يَسْمَعُونَ ﴾
يعني لم يفهموا ولم يتفكروا فيما سمعوا ؛ ويقال : قوله ﴿ وَلاَ تَكُونُواْ كالذين قَالُواْ سَمِعْنَا وَهُمْ لاَ يَسْمَعُونَ ﴾، يعني لا يطيعون.
قال الكلبي : وهم بنو عبد الدار، لم يسلم منهم إلا رجلان : مصعب بن عمير وسويد بن حرملة.
وقال الضحاك ومقاتل : أي سمعنا الإيمان وهم لا يسمعون، يعني المنافقين. أ هـ ﴿بحر العلوم حـ ٢ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon