قوله تعالى ﴿ لَوْلَا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (٦٨) ﴾
مناسبة الآية لما قبلها
قال البقاعى :
ولما علم من الآية ما أشرت إليه، فكان كأنهم قالوا ـ رضى الله عنهم ـ م : تقتضي عزته وحكمته سبحانه من تطهيرنا عما تدنسنا به؟ استأنف تعالى الجواب عن ذلك ممتناً غاية لامتنان ومحذراً من التعرض لمواقع الخسران فقال :﴿لولا كتاب﴾ أي قضاء حتم ثابت مبرم ﴿من الله﴾ أي الذي له الإحاطة الكاملة بكل شيء قدرة وعلماً ﴿سبق﴾ أي في أم الكتاب من الحكم بإسعادكم، ومن أنه لا يعذب أحداً إلا بعد التقدم إليه بالنهي، ومن أنه سيحل لكم الفداء والغنائم التي كانت حراماً على من قبلكم تشريفاً لكم - كما قاله ابن عباس ـ رضى الله عنهما ـ ﴿لمسكم فيما أخذتم﴾ أي من الأسرى المراد بهم الفداء ﴿عذاب عظيم﴾ ولكن سبق حكمي بأن المغنم - ولو بالفداء - لكم حل وإن تعجلتم فيه أمري. أ هـ ﴿نظم الدرر حـ ٣ صـ ٢٤٥﴾