قوله تعالى ﴿ وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آَتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ (٧٥) ﴾
مناسبة الآية لما قبلها
قال البقاعى :
ولما أقام سبحانه الدليل على ما ذكر بهذه الآية التي ختمها بأنه أغناهم من فضله، أتبها بإقامة الدليل عليها وعلى أنهم يقبضون أيديهم وعلى اجترائهم على اقبح الكذب فقال :﴿ومنهم من عاهد الله﴾ أي الذي لا أعظم منه ﴿لئن آتانا﴾ أي من خير ما عنده، واعتراف بأنه لا حق لأحد عليه بقوله :﴿من فضله﴾ أي بأي طريق كان من تجارة أو غنيمة أو زراعة أو غيرها، وأكد لأنه كاذب يظن أن الناس يكذبونه، وهكذا كل كاذب فقال :﴿لنصدقن﴾ أي مما آتانا من غير رياء - بما يشير إليه الإدغام ﴿ولنكونن﴾ أي كوناً هو الدال على أنا مجبولون على الخير ﴿من الصالحين﴾ أي لكل خير نندب إليه. أ هـ ﴿نظم الدرر حـ ٣ صـ ٣٦٣﴾


الصفحة التالية
Icon