قوله تعالى ﴿ وَلَمَّا فَتَحُوا مَتَاعَهُمْ وَجَدُوا بِضَاعَتَهُمْ رُدَّتْ إِلَيْهِمْ قَالُوا يَا أَبَانَا مَا نَبْغِي هَذِهِ بِضَاعَتُنَا رُدَّتْ إِلَيْنَا وَنَمِيرُ أَهْلَنَا وَنَحْفَظُ أَخَانَا وَنَزْدَادُ كَيْلَ بَعِيرٍ ذَلِكَ كَيْلٌ يَسِيرٌ (٦٥) قَالَ لَنْ أُرْسِلَهُ مَعَكُمْ حَتَّى تُؤْتُونِ مَوْثِقًا مِنَ اللَّهِ لَتَأْتُنَّنِي بِهِ إِلَّا أَنْ يُحَاطَ بِكُمْ فَلَمَّا آَتَوْهُ مَوْثِقَهُمْ قَالَ اللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ (٦٦) ﴾
فصل
قال البقاعى :
فأرادوا تفريغ ما قدموا به من الميرة ﴿ولما فتحوا﴾ أي أولاد يعقوب عليه الصلاة والسلام ﴿متاعهم﴾ أي أوعيتهم التي حملوها من مصر ﴿وجدوا بضاعتهم﴾ أي ما كان معهم من كنعان بشراء القوت.
ولما كان المفرح مطلق الرد.
بنى للمفعول قوله :﴿ردت إليهم﴾ والوجدان : ظهور الشيء للنفس بحاسة أو ما يغني عنها، فكأنه قيل : ما قالوا؟ فقيل :﴿قالوا﴾ أي لأبيهم ﴿ياأبانا ما﴾ أي أي شيء ﴿نبغي﴾ أي نريد، فكأنه قال لهم : ما الخبر؟ فقالوا بياناً لذلك وتأكيداً للسؤال في استصحاب أخيهم :﴿هذه بضاعتنا﴾ ثم بينوا مضمون الإشارة بقولهم :﴿ردت إلينا﴾ هل فوق هذا من إكرام.