قوله تعالى ﴿ وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْنَاءَ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِلْآكِلِينَ (٢٠) وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهَا وَلَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ (٢١) وَعَلَيْهَا وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ (٢٢) ﴾
مناسبة الآية لما قبلها
قال البقاعى :
ولما ذكر سبحانه ما إذا عصر كان ماء لا ينفع للاصطباح، أتبعه ما إذا عصر كان دهناً يعم الاصطباح و الاصطباغ، وفصله عنه لأنه أدل على القدرة فقال :﴿وشجرة﴾ أي وأنشأنا به شجرة، أي زيتونة ﴿تخرج من طور ﴾.
ولما كان السياق للإمداد بالنعم، ناسبه المد فقال :﴿سيناء﴾ قال الحافظ عماد الدين ابن كثير : وهو طور سينين، وهو الجبل الذي كلم الله عليه موسى بن عمران عليه السلام وما حوله من الجبال التي فيها شجر الزيتون.
وقال صاحب القاموس : والطور : الجبل، وجبل قرب أيلة يضاف إلى سيناء وسينين، وجبل بالشام، وقيل : هو المضاف إلى سيناء، وجبل بالقدس عن يمين المسجد، وآخر عن قبليه، به قبر هارون عليه السلام، مجبل برأس العين، - وآخر مطلّ على طبرية - انتهى.


الصفحة التالية
Icon