تفسير التستري، ص : ١٢٣
السورة التي يذكر فيها لقمان
[سورة لقمان (٣١) : آية ٦]
وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَها هُزُواً أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ (٦)
قوله تعالى : وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ [٦] قال : هو الجدال في الدين والخوض في الباطل.
[سورة لقمان (٣١) : آية ١٥]
وَإِنْ جاهَداكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُما وَصاحِبْهُما فِي الدُّنْيا مَعْرُوفاً وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (١٥)
قوله : وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنابَ [١٥] يعني من لم يهتد الطريق إلى الحق عزّ وجلّ فليتبع آثار الصالحين لتوصله بركة متابعتهم إلى طريق الحق، ألا ترى كيف نفع اتباع الصالحين كلب أصحاب الكهف، حتى ذكره اللّه تعالى بالخير مرارا، وقد قال النبي صلّى اللّه عليه وسلّم في ذلك الحديث :«هم الذين لا يشقى بهم جليسهم» «١».
[سورة لقمان (٣١) : الآيات ١٩ الى ٢٠]
وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْواتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ (١٩) أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظاهِرَةً وَباطِنَةً وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدىً وَلا كِتابٍ مُنِيرٍ (٢٠)
قوله : إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْواتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ [١٩] فإنه يصيح لرؤية الشيطان، فلذلك سماه اللّه تعالى منكرا. وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظاهِرَةً وَباطِنَةً [٢٠] الظاهرة محبة الصالحين، والباطنة سكون القلب إلى اللّه تعالى.
[سورة لقمان (٣١) : آية ٢٢]
وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى وَإِلَى اللَّهِ عاقِبَةُ الْأُمُورِ (٢٢)
قوله : وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ [٢٢] قال : من يخلص دينه للّه عزّ وجلّ ويحسن أدب الإخلاص، بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى [٢٢] وهي السنة.
قوله : وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ [١٨] أي لا تعرض وجهك عمن استرشدك الطريق إلينا، وعرفهم نعمتي وإحساني لديهم.
[سورة لقمان (٣١) : آية ٣٤]
إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ ما فِي الْأَرْحامِ وَما تَدْرِي نَفْسٌ ما ذا تَكْسِبُ غَداً وَما تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (٣٤)
قوله : وَما تَدْرِي نَفْسٌ ما ذا تَكْسِبُ غَداً [٣٤] أي ما له وعليه في الغيب من المقدور فاحذروه بإقامة ذكره والصراخ إليه، حتى يكون هو المتولي لشأنهم، كما قال : يَمْحُوا اللَّهُ ما يَشاءُ وَيُثْبِتُ [الرعد : ٣٩].
قوله تعالى : وَما تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ [٣٤] قال : على أي حكم تموت من السعادة والشقاوة، ولذلك قال الرسول صلّى اللّه عليه وسلّم :«لا تغرنكم كثرة الأعمال فإن الأعمال بالخواتيم» «٢».
________
(١) صحيح البخاري : كتاب الدعوات رقم ٦٠٤٥ وصحيح مسلم : كتاب الذكر رقم ٢٦٨٩.
(٢) مسند أحمد ٥/ ٣٣٥ والترغيب والترهيب ٤/ ٤٨.


الصفحة التالية
Icon