المفردات في غريب القرآن، ص : ٤٤٣
كتاب الشّين
شبه
الشِّبْهُ والشَّبَهُ والشَّبِيهُ : حقيقتها في المماثلة من جهة الكيفيّة، كاللّون والطّعم، وكالعدالة والظّلم، والشُّبْهَةُ : هو أن لا يتميّز أحد الشّيئين من الآخر لما بينهما من التّشابه، عينا كان أو معنى، قال : وَأُتُوا بِهِ مُتَشابِهاً
[البقرة / ٢٥]، أي : يشبه بعضه بعضا لونا لا طعما وحقيقة، وقيل : متماثلا في الكمال والجودة، وقرئ قوله : مُشْتَبِهاً وَغَيْرَ مُتَشابِهٍ
[الأنعام / ٩٩]، وقرئ : مُتَشابِهاً [الأنعام / ١٤١]، جميعا، ومعناهما متقاربان. وقال : إِنَّ الْبَقَرَ تَشابَهَ عَلَيْنا
[البقرة / ٧٠]، على لفظ الماضي، فجعل لفظه مذكّرا، و(تَشَّابَهُ) «١» أي :
تتشابه علينا على الإدغام، وقوله : تَشابَهَتْ قُلُوبُهُمْ [البقرة / ١١٨]، أي : في الغيّ والجهالة، قال : آياتٌ مُحْكَماتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتابِ وَأُخَرُ مُتَشابِهاتٌ
[آل عمران / ٧].
والْمُتَشَابِهُ من القرآن : ما أشكل تفسيره لمشابهته بغيره، إمّا من حيث اللّفظ، أو من حيث المعنى، فقال الفقهاء : الْمُتَشَابِهُ : ما لا ينبئ ظاهره عن مراده «٢»، [و حقيقة ذلك أنّ الآيات عند اعتبار بعضها ببعض ثلاثة أضرب : محكم على الإطلاق، ومُتَشَابِهٌ على الإطلاق، ومحكم من وجه متشابه من وجه. فالمتشابه في الجملة ثلاثة أضرب : متشابه من جهة اللّفظ فقط، ومتشابه من جهة المعنى فقط، ومتشابه من جهتهما.
والمتشابه من جهة اللّفظ ضربان :
أحدهما يرجع إلى الألفاظ المفردة، وذلك إمّا من جهة غرابته نحو : الأبّ «٣»، ويزفّون «٤»، وإمّا من جهة مشاركة في اللّفظ كاليد والعين.

_
(١) وهي قراءة شاذة، قرأ بها الأعرج.
(٢) انظر : بصائر ذوي التمييز ٣ / ٢٩٣، والتعريفات للجرجاني ص ٢٠٠.
(٣) الأبّ : الكلأ، وقيل : الأبّ من المرعى للدواب، كالفاكهة للإنسان. انظر : اللسان (أبّ).
(٤) يزفّون أي : يسرعون، وأصله من : زفيف النعامة، وهو ابتداء عدوها. انظر : اللسان (زفّ). [.....]


الصفحة التالية
Icon