المفردات في غريب القرآن، ص : ٧٣٣
كتاب اللّام
لب
اللُّبُّ : العقل الخالص من الشّوائب، وسمّي بذلك لكونه خالص ما في الإنسان من معانيه، كَاللُّبَابِ واللُّبِّ من الشيء، وقيل : هو ما زكى من العقل، فكلّ لبّ عقل وليس كلّ عقل لبّا.
ولهذا علّق اللّه تعالى الأحكام التي لا يدركها إلّا العقول الزّكيّة بأولي الْأَلْبَابِ نحو قوله : وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً إلى قوله :
أُولُوا الْأَلْبابِ [البقرة / ٢٦٩] ونحو ذلك من الآيات، ولَبَّ فلان يَلَبُّ : صار ذا لبّ «١». وقالت امرأة في ابنها : اضربه كي يلبّ، ويقود الجيش ذا اللّجب «٢». ورجل أَلْبَبُ : من قوم أَلِبَّاءَ، ومَلْبُوبٌ : معروف باللّبّ، وأَلَبَّ بالمكان : أقام. وأصله في البعير، وهو أن يلقي لَبَّتَهُ فيه، أي :
صدره، وتَلَبَّبَ : إذا تحزّم، وأصله أن يشدّ لبّته، ولَبَّبْتُهُ : ضربت لبّته، وسمّي اللَّبَّةَ لكونه موضع اللّبّ، وفلان في لَبَبٍ رخيّ، أي : في سعة.
وقولهم :«لَبَّيْكَ» «٣» قيل : أصله من : لَبَّ بالمكان وألبّ : أقام به، وثنّي لأنه أراد إجابة بعد إجابة، وقيل : أصله لبّب فأبدل من أحد الباءات ياء.
نحو : تظنّيت، وأصله تظنّنت، وقيل : هو من قولهم : امرأة لَبَّةٌ. أي : محبّة لولدها، وقيل :
معناه : إخلاص لك بعد إخلاص. من قولهم :
لُبُّ الطّعام، أي : خالصه، ومنه : حسب لُبَابٌ.
لبث
لَبِثَ بالمكان : أقام به ملازما له. قال تعالى :
(١) انظر : المجمل ٣ / ٧٩١، والأفعال ٢ / ٤١٨.
(٢) قيل لصفية بنت عبد المطلب وضربت الزبير : لم تضربيه؟ فقالت : ليلبّ، ويقود الجيش ذا اللجب. انظر : اللسان (لبب)، والأفعال ٢ / ٤١٩، والجمهرة ١ / ٣٨، وشرح أدب الكاتب ص ٨١.
(٣) هذا من قول النبي صلّى اللّه عليه وسلم، فعن عبد اللّه بن عمر أنّ تلبية رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم :«لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إنّ الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك له» أخرجه مالك في الموطأ ١ / ٣٣١، والبخاري في الحج ٣ / ٤٠٨، ومسلم في الحج برقم (١١٨٤).