المفردات في غريب القرآن، ص : ٧٥٧
كتاب الميم
متع
الْمُتُوعُ : الامتداد والارتفاع. يقال : مَتَعَ النهار ومَتَعَ النّبات : إذا ارتفع في أول النّبات، والْمَتَاعُ : انتفاعٌ ممتدُّ الوقت، يقال : مَتَّعَهُ اللّهُ بكذا، وأَمْتَعَهُ، وتَمَتَّعَ به. قال تعالى :
وَمَتَّعْناهُمْ إِلى حِينٍ [يونس / ٩٨]، نُمَتِّعُهُمْ قَلِيلًا
[لقمان / ٢٤]، فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا
[البقرة / ١٢٦]، سَنُمَتِّعُهُمْ ثُمَّ يَمَسُّهُمْ مِنَّا عَذابٌ أَلِيمٌ [هود / ٤٨].
وكلّ موضع ذكر فيه «تمتّعوا» في الدّنيا فعلى طريق التّهديد، وذلك لما فيه من معنى التّوسّع، واسْتَمْتَعَ : طلب التّمتّع. رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنا بِبَعْضٍ
[الأنعام / ١٢٨]، فَاسْتَمْتَعُوا بِخَلاقِهِمْ
[التوبة / ٦٩]، فَاسْتَمْتَعْتُمْ بِخَلاقِكُمْ كَمَا اسْتَمْتَعَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ بِخَلاقِهِمْ [التوبة / ٦٩] «١» وقوله : وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتاعٌ إِلى حِينٍ
[البقرة / ٣٦] تنبيها أنّ لكلّ إنسان في الدّنيا تَمَتُّعاً مدّة معلومة.
وقوله : قُلْ مَتاعُ الدُّنْيا قَلِيلٌ [النساء / ٧٧] تنبيها أن ذلك في جنب الآخرة غير معتدّ به، وعلى ذلك : فَما مَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ [التوبة / ٣٨] أي : في جنب الآخرة، وقال تعالى : وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا مَتاعٌ [الرعد / ٢٦] ويقال لما ينتفع به في البيت : متاع. قال : ابْتِغاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ [الرعد / ١٧]. وكلّ ما ينتفع به على وجه ما فهو مَتَاعٌ ومُتْعَةٌ، وعلى هذا قوله : وَلَمَّا فَتَحُوا مَتاعَهُمْ [يوسف / ٦٥] أي : طعامهم، فسمّاه مَتَاعاً، وقيل : وعاءهم، وكلاهما متاع، وهما متلازمان، فإنّ الطّعام كان في الوعاء.
وقوله تعالى : وَلِلْمُطَلَّقاتِ مَتاعٌ بِالْمَعْرُوفِ [البقرة / ٢٤١] فَالْمَتَاعُ والمُتْعَةُ : ما يعطى
(١) الآية : فَاسْتَمْتَعُوا بِخَلاقِهِمْ فَاسْتَمْتَعْتُمْ بِخَلاقِكُمْ كَمَا اسْتَمْتَعَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ بِخَلاقِهِمْ وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خاضُوا.